في مثل هذا اليوم (25 مايو) 1981 اجتمع ستة من حكماء دول الخليج العربية في مدينة "أبو ظبي" لإعلان إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية كمظلة تنسيقية ونواة الاتحاد الخليجي. أما المجتمعون - رحمهم الله جميعاً - فهم: 1) الملك خالد بن عبد العزيز¡ 2) الشيخ زايد بن سلطان¡ 3) الشيخ عيسى بن سلمان¡ 4) السلطان قابوس بن سعيد¡ 5) الشيخ خليفة بن حمد¡ 6) والشيخ جابر الأحمد. وهكذا سارت السفينة الخليجية عابرة أمواج حرب الثماني سنوات (العراقية - الإيرانية) وعبر السنوات تعامل القادة مع التحديات سرّاً وعلناً كما ينبغي بين الأشقاء. وكان النجاح الأكبر في اختبار احتلال الكويت من قبل جيش صدام العام 1990 حين قام المجلس بقيادة المملكة بحشد العالم كله حتى عادت الكويت إلى بيتها الخليجي عزيزة محررة بعد 7 أشهر من الاحتلال.
ولكن مع مطلع الألفية الثانية - بشكل خاص - بات المجلس يسير بخطى بطيئة. ومن أسباب ذلك طموحات وإحن الصغار التي تضخمت في همسات الغرف السرية ووعود وكلاء القوى الإقليمية والعالمية التي يقدمونها للجميع بالمجان. وكانت المملكة في كل مراحل تجاوزات الأشقاء تحاول أن تبقى الخلافات في إطار (العائلة) الخليجية. وهكذا كانت الحال في تنسيق مواقف سوق النفط والحدود وقضايا السلام ومواجهة عنتريات ملالي إيران وأذنابها وحتى مع نزوات بعض القادة العرب أصحاب الشعارات الجوفاء.
ولكن المراقب كان يرصد سلوكاً علقمياً متنامياً عند بعض رموز دولة أو دولتين أعضاء في المجلس من ذوي العقد والأحلام الكبيرة التي كانت تدور داخل تلك الرؤوس الصغيرة. وتكشفت السوءات والمؤامرات أكثر مع انكشاف أوراق وتسريبات مشروعات الفوضى العالمية وثرثرة الحالمين في الظلام. في المقابل كانت المخاطر المتتالية تؤكد ترفّع قيادات المملكة انطلاقاً من عمق الالتزام بالمجلس وأهدافه التي تعكس طموحات الشعب الخليجي. وكان أن ألقت المملكة بثقلها مع فوران الربيع العربي فكانت حاسمة في البحرين¡ داعمة في عُمان¡ مؤازرة في الكويت. وفي ذات الوقت كانت تحاول مع الشقيق الشقي الصغير في الدوحة أن يستفيق من سكرة التآمر ويتوقف عن توفير الدعم والمنابر للمخربين ومثيري الفتن ومقاولي الدمار في البلدان العربية.
وحين جاء الاختبار الكبير الثاني لمجلس التعاون في عاصفة الحزم تراخت محازم ثلاث دول خليجية بين حذر ومعتذر وخائن.
واليوم في ذكرى تأسيس المجلس ماذا بقي لنا كخليجيين من أمل¡ وهل الثمن المدفوع يوازن القيمة الباقية¿
مسارات
قال ومضى
كل عيد وأنت السعيد يا وطني.




http://www.alriyadh.com/1822953]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]