قال أبو تركي الكاتب المعروف لأبي خالد الشاعر المشهور: لماذا لم تكتب بيتين من شعرك الجميل في هذا العيد وتغرد بهما¿ أجاب أبو خالد: أفعل ذلك في كل عيد¡ لكن هذا العيد مع وضع كورونا المربك¡ لم أستطع. اعترض أبو تركي وقال: إنه يقصد مع هذا الوضع تحديداً كان يتمنى أن يكتب كي يكون شعره بمثابة ذاكرة للتاريخ¡ وكيف كانت الحال في هذا العيد العجيب. أجاب أبو خالد بحماسة أنه بالذات ولهذا السبب لم يستطع أن يكتب عن كورونا وما فعل بنا¡ بعد أن كتب الشعراء جميعاً في هذا الموضوع¡ لم يعد هناك جديد¡ وأنه لو لم يستطع أن يغرس الدهشة في عيني قارئ قصيدته فإنه يفضل أن يمتنع عن الشعر تماماً. حمد القارئ الذي يستمتع بالشعر وليس بالرواية أيد أبا خالد فيما قال¡ وقال: إنه يعيب على أي شاعر لا يتوانى عن الكتابة في أي وقت فقط ليثبت وجوده¡ خاصة إذا كان شاعراً له مكانته التي يجب أن يحافظ عليها.
ردت هناء على حمد أن جمال القصيدة وإحساسك بها هما الفاصل عندها¡ فمتى أحس شاعر بموضوع معين وكتب فيه لأنه لمسه¡ لن يصبح شعره وقتها شعراً ضعيفاً مرتبطاً بمناسبة معينة بل سيصبح شعراً كبقية شعره المدهش¡ خرج من انفعال قوي حرك كوامن الإبداع عنده.
حمد يعتقد أن معظم الذين يكتبون عن الأحداث هم يكتبونها من باب الوجود فقط¡ وليس لأنها حركت شيئاً داخلهم.
يبدو أن الجميع كان متفقاً مع الجميع¡ ولم تحدث اصطدامات واختلافات حادة في الرأي¡ ربما بسبب العيد¡ وربما بسبب كورونا.
كل شعر يجاري حدثاً أو مسألة أو حتى قضية هو يعد بالنسبة لي شعر أحداث ومواقف. في الوقت ذاته¡ أؤمن أن ليس كل شعر يناصر قضية أو مسألة شعراً سيئاً¡ أضع كل قصيدة في ميزان وحدها¡ لا أرفضها لأنها تتحدث عن مسألة معينة¡ أرفضها إذا كانت لم تضف إلى الحدث أو تزرع الدهشة فينا كما قال الدحيمي.
عندي إيمان تام أن الشعراء يختلفون تماماً عن بقية البشر فيما يختص باللغة¡ مؤمنة تماماً أن هناك شيئاً يشبه السحر في منطقة خلق اللغة في أدمغتهم¡ يمكنهم من اللعب بالأحرف والكلمات تماماً كما يفعل السحرة حين يخفون شيئاً ما أو يظهرون شيئاً ما أو يغيرون طبيعته ومظهره.
وأنا أمام الشاعر تماماً كالطفلة أمام ساحر. وأيضاً كالطفلة أستطيع أن أميز الساحر الحقيقي من الساحر الذي لا يتقن الصنعة.




http://www.alriyadh.com/1823328]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]