بعد نحو ثلاثة أشهر على الإغلاق الكلي والجزئي للعديد من المجالات الاجتماعية والاقتصادية في المملكة¡ تدب الحياة من جديد داخل أوصال هذه المجالات - تدريجياً - اعتباراً من اليوم¡ في مرحلة جديدة من مراحل مواجهة جائحة كورونا¡ التي أظهرت الأبحاث العلمية والطبية أن ليس لها عمر محدد¡ تزول بعده.
وبقدر الاهتمام الكبير والرعاية الشاملة التي أولتها الدولة لصحة المواطن والمقيم في جميع أنحاء البلاد¡ أثناء فترة تعطيل بعض أنشطة الحياة¡ بالقدر نفسه تحرص عليه المملكة اليوم¡ مع استئناف تلك الأنشطة¡ عبر حزمة كبيرة من الإجراءات الاحترازية المشددة للحد من انتشار الفيروس.
ولم يكن قرار استئناف الأنشطة الاقتصادية في المملكة عشوائياً¡ دعت إليه مقتضيات حياة البشر¡ وإنما هو قرار مدروس وبدقة¡ من خلال فرق عمل مكونة من خبراء الصحة والأمن والطاقة والاقتصاد والمالية والموارد البشرية والتجارة وغيرها من القطاعات¡ التي حرصت على تقييم شامل للأبعاد الصحية والاجتماعية والاقتصادية لخيارات إعادة فتح الأنشطة الاقتصادية.
دوران عجلة الاقتصاد السعودي بالوتيرة المتسارعة التي كان عليها قبل ثلاثة أشهر¡ لن يكون صعباً أو مستحيلاً¡ خاصة بعد برامج الدعم السخي التي قدمتها الدولة للقطاع الخاص والموظفين فيه¡ حتى يكون قوياً وصامداً في مواجهة تحديات الجائحة¡ ويعزز هذا المشهد¡ استمرار الحكومة في تنفيذ خططها التنموية الداعمة للنمو والتنوع الاقتصادي وتعزيز دور القطاع الخاص ودعم المحتوى المحلي¡ سواء من خلال الميزانية العامة للدولة أو من خلال الدور الذي تقوم به الصناديق التنموية.
ورغم استمرار أزمة كورونا في المملكة والعالم¡ لا نستبعد أن يحقق الاقتصاد السعودي كل تطلعاته وبرامجه المدرجة في رؤية 2030¡ وهذا ما أشار إليه وزير المالية¡ وزير الاقتصاد والتخطيط المكلّف محمد الجدعان عندما أعلن تعهد الحكومة بإتاحة فرص متزايدة أمام القطاع الخاص في مشروعات البنية التحتية¡ لعبور المرحلة الحالية وتجاوز الآثار السلبية المرتبطة بأزمة الوباء العالمي.
ولعل ما يبعث على الاطمئنان حقاً قيام صندوق الاستثمارات العامة بالاستمرار في تنفيذ خططه الاستثمارية¡ واقتناص مجموعة من الفرص الاستثمارية التي سنحت في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها الأسواق المالية العالمية¡ في إشارة إلى أن التخطيط لمستقبل الاقتصاد السعودي لم توقفه جائحة كورونا¡ وغداً سيجني هذا الاقتصاد ثمار ما زرعته الدولة في الفترة الماضية.




http://www.alriyadh.com/1823766]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]