إن إظهار مكانة ورمزية المملكة دولياً وإسلامياً وحقوقياً وإنسانياً وثقافياً لا يتأتى بعقد المقارنات بينها وبين الأمم الأخرى¡ وإنما يتأتى من خلال المعرفة الدقيقة والعميقة لتاريخ المملكة المديد¡ وأصالة حكامها ومكانتهم العالية¡ ووفاء وإخلاص وتفاني شعبها¡ وقوة نظامها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني¡ ورُقي مجتمعها وأبنائها علمياً وفكرياً وأدبياً¡ وشمولية أنظمتها وقوانينها
المقارنة¡ كلمة تصعد إلى الواجهة ويتم توظيفها بشتى الطرق والوسائل في أوقات الرخاء والرفاه¡ كما في أوقات الأزمات والأحداث الصعبة¡ للتدليل على مدى تقدم المجتمع قيمياً¡ وتحضر السلوكيات العامة السائدة فيه مقارنة بغيره من المجتمعات¡ من غير الأخذ بعين الاعتبار المبادئ والقيم التي تميز بين مجتمع وآخرº وهذا الذي يجعل المقارنة مجحفة وغير عادلة. والمقارنة¡ كلمة يكثر استخدامها ويتم تداولها في مختلف الاتجاهات عندما تأتي المُناسبات السعيدة¡ أو كلما وقعت أحداث جسيمة¡ لإظهار مدى تفوق المجتمع في جانبه الإنساني¡ ورُقي مستواه الثقافي على غيره من المجتمعات¡ وذلك من غير الأخذ بعين الاعتبار عمق الاختلافات التاريخية والثقافية والاجتماعية بين مجتمع وآخرº وهذا الذي يجعل المقارنة مُجحفة وغير عادلة. والمقارنة¡ كلمة استسهل بعض الجُهلاء والبُسطاء والبُلداء استخدامها¡ وتجرأ آخرون على توظيفها¡ كلما تهيأت الظُروف الإيجابية¡ أو جاءت الأخبار بأحداث مأساوية¡ رغبة في دفع تُهمة ليس لها أصل¡ أو سعياً لكسب أمجادٍ ليسوا أهلاً لها¡ من غير الأخذ بعين الاعتبار المكانة الإقليمية والدولية المتميزة والأصالة التاريخية والثقافية والاجتماعية للمجتمع الذي يعيشون ويوجدون فيه مقارنة بغيره من المجتمعاتº وهذا الذي يجعل المقارنة مجحفة وغير عادلة.
نعم¡ ستكون المقارنة مُجحفة وغير عادلة وظالمة عندما تتم بين مجتمعات تختلف اختلافاً عظيماً¡ إن لم يكن كُلياً¡ في أسسها ومبادئها وقيمها وعاداتها وتقاليدها¡ وأصالتها وعمق تاريخها¡ وثقافتها وتركيبتها الاجتماعيةº وهكذا سيكون الحال عندما تتم المقارنة بين المملكة بغيرها من الدول والأمم. فكيف تتم المقارنة المُجحفة بين المملكةº الدولة الوحيدة التي جعلت الشريعة الإسلامية منهجها ومُرشدها¡ والقرآن الكريم وسنة رسول الله النبي الأمين دستورها¡ ورُكن الإسلام الأول "لا إله إلا الله¡ محمد رسول الله" شعارها ونور رايتهاº بغيرها من الدول والأمم¿! وكيف تتم المقارنة المُجحفة بين المملكةº الدولة الوحيدة تاريخياً التي جعلت عمارة الحرمين الشريفين أولى أولوياتها¡ وخدمة ضيوف الرحمن على رأس اهتماماتها¡ وطهارة المشاعر المقدسة وسهولة أداء المناسك بأمن واطمئنان سياسة ثابتة لم تتبدل مُنذ تأسيسهاº بغيرها من الدول والأمم¿! وكيف تتم المقارنة المُجحفة بين المملكةº الدولة التي يتسابق أبناؤها على خدمة ضيوف الرحمن¡ ويعمل بجد وتفانٍ وإخلاص جميع أبناء القطاعات الأمنية والجهات العسكرية المساندة على توفير كل سُبل الراحة والاطمئنان والأمن والأمان لجميع ضيوف الرحمن على مدار العامº بغيرها من الدول والأمم¿! وكيف تتم المُقارنة المُجحفة بين المملكةº الدولة التي تحفظ وتصون حقوق الإنسان¡ وتُعلي من شأنها¡ وتؤديها على الوجه الأكمل¡ من دون النظر إلى الخلفيات الدينية أو العرقية أو لون البشرة¡ وتحمي أنظمتها وقوانينها كل من يُقيم على أراضيها من غير تمِّيز أو تفضيل أو استثناءº بغيرها من الدول والأمم¿! وكيف تتم المقارنة المُجحفة بين المملكةº الدولة الأولى التي تقدمت لدعم ومساعدة المُنظمات الدولية الصحية والإنسانية والإغاثية عندما تولى الآخرون مُدبرين¡ وتصدرت قائمة الدول المانحة بهدف حفظ كرامة وحياة الإسان¡ وحمايته من الجوع والفقر والمجاعة¡ ومعالجة الأسباب المؤدية لانتشار الأوبئة والآفاتº بغيرها من الدول والأمم¿! وكيف تتم المقارنة المُجحفة بين المملكةº الدولة التي نشأَتْ أبناءها على التعاليم والسلوكيات الإسلامية الصحيحة¡ وارتقت بشعبها وصعدت بهم إلى أعلى المستويات علمياً وتربوياً وثقافياً واجتماعياً وحقوقياًº بغيرها من الدول والأمم¿! وكيف تتم المقارنة المُجحفة بين المملكةº الدولة الأولى التي وقفت بسياساتها ورجالاتها وأموالها مع القضايا المصيرية للأمتين العربية والإسلامية¡ وعلى رأسها القضية الفلسطينية¡ وقدمت كل أنواع الدعم والمساندة للعرب والمسلمين¡ وعلى رأسهم الفلسطينيون¡ وتعمل باستمرار على وحدة أبناء الأمة الإسلامية¡ وعلى رأسها وحدة أبناء فلسطين¡ وواجهت بحزم أعداء الأمة الإسلامية¡ وعلى رأسها أعداء الشعب الفلسطينيº بغيرها من الدول والأمم¿! وكيف تتم المقارنة المُجحفة بين المملكةº الدولة التي حاربت وواجهت التطرف والإرهاب¡ ووقفت بحزم وشدة في مواجهة الأنظمة السياسية المتطرفة¡ ودعت المجتمع الدولي للتحالف لمواجهة الجماعات والتنظيمات الإرهابية¡ ودعت لتأسيس مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب ودعمته مالياًº بغيرها من الدول والأمم¿! وكيف تتم المقارنة المُجحفة بين المملكةº الدولة التي تميز حكامها وملوكها بحكمتهم¡ وحلمهم¡ وحزمهم¡ وسداد رأيهم¡ وحرصهم على راحة ورفاهية وسعادة أبناء دولتهم¡ وقُربهم من جميع أبناء شعبهمº بغيرها من الدول والأمم¿!
وفي الختام من الأهمية التأكيد بالقول: إن إظهار مكانة ورمزية المملكة دولياً وإسلامياً وحقوقياً وإنسانياً وثقافياً لا يتأتى بعقد المقارنات بينها وبين الأمم الأخرى¡ وإنما يتأتى من خلال المعرفة الدقيقة والعميقة لتاريخ المملكة المديد¡ وأصالة حكامها ومكانتهم العالية¡ ووفاء وإخلاص وتفاني شعبها¡ وقوة نظامها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني¡ ورُقي مجتمعها وأبنائها علمياً وفكرياً وأدبياً¡ وشمولية أنظمتها وقوانينها. إنها الحقيقة التي إن غابت ستكون المملكة دائماً محلاً للمُقارنات المُجحفة والظالمة¡ وغير العادلة والتي ستنتقص دائماً من حق ومكانة ورمزية المملكة على جميع المستويات وفي كل المجالات.




http://www.alriyadh.com/1824263]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]