قد يتفق أو يختلف معي كثيرون بأنّه لا أبشع من حادثة**مظاهرات وأعمال الشغب¡ وتدمير الممتلكات في مدينة مينابوليس¡ وتباعاً في عدد من الولايات المتحدة الأميركية رداً على مقتل المواطن الأميركي جورج فلويد من أصول أفريقية على يد شرطي في مدينة مينيابوليس الثلاثاء الماضي 26 مايو 2020 سوى الشامتين فيما أصاب الولايات المتحدة الأميركية من جراء تلك المظاهرات¡ وتبرير أحداث العنف والسطو على الممتلكات¡ وتدميرها بحجة الديمقراطية¡ وحرية الرأي والتعبير!
هناك فرضية مثبتة تقول: إن مجرد تقبلك للعنف وترويع الناس¡ والتطرف وأعمال الإرهاب هو إرهاب بحد ذاتهº فالإرهابي ليس فقط من يحمل سلاحاً¡ فالأمن مرتبط بأفكار تؤسس له¡ ويسبق السلاح العقل الذي يدبر له ويدفعه للعمل الإرهابي.
ومما لا خلاف حوله أن**التحريض على الإجرام جريمة¡ وكل الذين كانوا قد برروا لأي عمل إرهابي أياً كان شكله ودفعوا للإرهاب المضاد تحت غطاء محاربتهم للعنصرية هم في الواقع يبررون للعمل الإرهابي¡ وكالتبرير للإرهابي ذاته على فعله وجرمه باستحقاق الضحايا أياً تكن دولتهم أو دينهم أو عرقهم أو جنسهم أو طائفتهم¡ فمحاربة الإرهاب وادعاء الوقوف ضده لا تتجزأ!
ولو لاحظنا وعقدنا مقارنة بين عدد مما واجهناه من أحداث الإرهاب¡ والتي كانت تداهمنا في كل مرة وكأنها تحدث لأول مرة! والمشكلة الحقيقية في هذا الفكر في زئبقيتهº ما أن يضرب حتى يولد من جهةٍ أخرى! وعلى الرغم من كل الجهود الفكرية التي تبذل باسم مكافحته لا نجد أنفسنا سوى ندور في ذات الحلقة أو المتاهة!
حتى العقلاء أو المنصفون الذين يتفقون ويرددون دوماً أن**الإرهاب لا دين له¡ وإنه فكر يقوم على الإلغاء والتصفية سواء كان المرتكب للعمل مسلماً¡ أو مسيحياً¡ وسواء من كان يمارس ضده مسلماً أو يدين بأي ديانة أخرى سعودياً كان أو يحمل أي جنسية من العالم¡ لا نجد أن الجميع يكمل المبدأ وفي المقابل دين أو جنسية أو طائفة أو تصنيف الضحية أو الهدف لا يبرر الجرم الإرهابي ضده إطلاقاً إلا من قبل البعض أو القلة!
تأتي أحداث الشغب والعنف في مينابوليس والولايات المتحدة الأميركية**لتضعنا مجدداً أمام مشكلة العنف والتطرف والإرهاب¡ نفس الكلام في الإعلام يكرر في الغالب لكن بطريقة ووسائل مختلفة¡ سوى أننا في الواقع لم نصل بعد إلى الجوهر الحقيقي الذي تأسس على ضوئه الدافع للعمل الإرهابي¡ لدى كل باحثٍ عن أسبابه¡ وكل يدعي عثوره على سبب الإرهاب الجوهري¡ لكننا إلى اليوم نحاول أن نجيبº لكن ما هو أصعب من الجواب أن نفهم السؤال¡ والسؤال الكبير الذي يحيط بكل حدث أو عنف وعمل إرهابي نرجع إلى السؤال البدهي –بعد أن نتحدث طويلاً- لماذا يحزن البعض على ضحايا عمل إرهابي¡ ويفرح في المقابل على ضحايا عمل إرهابي آخر في وقت قد توافق فيه الإرهابيان¿




http://www.alriyadh.com/1824264]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]