هاري كريشنا اسم طائفة تفرعت من الهندوسية عام 1966م¡ ولتموّل نفسها فقد لجأت للسؤال¡ ليس في الهند فقط¡ بل في بعض شوارع أميركا ترى أفراداً يرقصون ويهمهمون ويسألون الناس المال وهم في أرديتهم الواسعة ورؤوسهم الحليقة وأجراسهم وخرزهم¡ لكن مظهرهم الرث والمنفّر لم يأتِ إلا بالقليل من المال. بعدها بعدة سنين قفزت إيرادات هذه الطائفة قفزة هائلة. ما الذي حدث¿
مبدأ رد الجميل¡ كما يقول العالم روبرت تشالديني في كتاب «التأثير». استغلت الطائفة مبدأ رد الجميل لجمع التبرعات¡ بطريقة خفية وبارعة. لقد ظلوا يسألون الناس التبرع كما كانوا يفعلون من قبل¡ لكن الآن أضافوا شيئاً جديداً: قبل أن يسألوا الماشي أن يتبرع فإنهم يعطونه «هدية»¡ إما كتاباً دينياً أو مجلة أو حتى مجرد وردة. يمشي الشخص ثم يتفاجأ بوردة تضعها فتاة في جيبه¡ فينظر محتاراً ثم يعيدها لها¡ وترفض وتقول: «لا! إنها لك!»¡ فيأخذها¡ بعدها تسأله أن يتبرع للطائفة¡ وحينها تؤتي الحيلة ثمارها! إنه الآن لا يستطيع الرفض لأن مبدأ رد الجميل سيُشعِره باللؤم لو رفض¡ فيرضخ ويتبرع. انهالت الأموال على طائفة هاري كريشنا¡ حتى فتحوا مئات المراكز والمعابد حول العالم معتمدين فقط على هذه الحيلة.
مبدأ رد الجميل بالغ القوة وظل مع البشر منذ أن عرفوا الدنيا¡ واستخدمه الناس سابقاً كعملة آمنة يصلحون بها شؤون دنياهم¡ ولكن المشكلة –كما ترى من المثال السابق– إذا أراد شخص أن يستخدمه بشكل خفي يحقق له أهدافاً معينة قد لا ترغبها أنت¡ وإذا مرت بك مثل هذه المواقف فاسأل نفسك: هل مبدأ رد الجميل المتعمد هو الدافع وراء هذا الشيء الذي يعطيني إياه الشخص الذي أمامي¿ هل يمكن أن يطلب مني مقابلاً لذلك إما مالاً أو خدمة أو شراء¿
يمكنك أن تدرس كل موقف من هذه المواقف¡ أو إذا أردت أن تريح نفسك فيكفي أن تعرف نواة هذا المبدأ وجوهره. إن أساس مبدأ رد الجميل هو القبول نفسه. قبول الهدية يضعك تحت رحمة هذا العُرف. والقرار لك الآن.




http://www.alriyadh.com/1824297]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]