كنتُ متهيباً عندما زرته في أول أيام مرضه بمستشفى الحرس الوطني.. كيف يكون الحديث والحوار الذي لا يتجاوز بأي حال¡ وفي كل حال.. وكل مرة التقي به مساحة الترحيب¡ والابتسام¡ والمزاح حتى وإن كان مضمونه العمل.. فهد بن راشد العبدالكريم لم يكن شخصاً عادياً في ممرات التحرير بصحيفة الرياض¡ وصالة التحرير.. فهد كان حبا وطاقة إيجابية تمنح كل من يقابله التفاؤل حتى في لحظات الإحباط¡ وفي مجلسه في جناح المستشفى.. لم يكن إلا كذلك¡ وأكثر.
الحبيب والصديق والزميل فهد.. جميعنا - بلا استثناء - فقدناك.. أنا وزملائي فقدناك قبل أن نكمل معاً.. سنوات من حب العطاء لهذا الصرح الإعلامي.. فقدناك قبل أن تكمل حديثك وحبك للمؤسسة من مديرها حتى أصغر منتسبيها.. إلى أفعال خالدة¡ رغم الزمن القصير الذي عشناه معاً.. إلا أن ما قدمته لي ولكثير من الزملاء من حافز على العمل والعطاء كما كنت في اليمامة¡ و»الرياض».. أكبر من يوصف¡ أو ينسى.
كان غير مرة يعبر عن رغبته القوية أن يعتزل الإعلام والعمل.. ويركن إلى رحابة صفاء ذهني يبعده عن صخب المشهد.. إلا أن رئاسة التحرير لهذا الصرح الكبير جاءته طائعة ورغبة لم يطلبها.
أبا يزيد: الكلمات تعجز والمعاني تغيب وتخذلني في هذا الموقف.. لا أملك إلا الدعاء لك أن يتغمدك الله بواسع رحمته..
اللهم اجعل مرضه كفارة لجميع ذنوبه.. اللهم إنّه عبدك قد أقبل عليك بعد أن ضاقت به دنياه وكُنت به أعلم¡ اللهم إنك كريم رحيم لا يضام عندك مخلوق فأكرمه بمغفرة من عندك.. العزاء موصول إلى والديه وأبنائه وبناته وحرمه¡ وإخوته.
أبا يزيد: أشهد الله أن أبقى لك وفياً¡ داعياً لك بظهر الغيب.. اللهم تقبله¡ وتقبل منه كل أعمال الخير التي كنت شاهداً عليها.. رحمك الله أبا يزيد.




http://www.alriyadh.com/1829904]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]