لا نعلم إن كان ذلك مـن سـوء أو ربما من حسـن حـظ ذلك المؤشـر العالمـي¡ الـذي يرمـز له اختصــاراً بـGHS INDEX المعني بتقييم قدرات الأمن الصحي في مئة وخمس وتسعين دولة حول العالم¡ وذلك حين لم تمضِ سوى أسابيع على إصدار ذلك المؤشر لنتائج أول تقاريره في شهر أكتوبر من العام الماضي¡ لتظهر فجأة أولى حالات الاشتباه بالفيروس المستجد لمرض كورونا في الصين¡ ومن ثم تجتاح العالم بعدها عدوى هذا الوباء¡ فينقلب تصنيف ذلك المؤشر رأساً على عقب في تقييمه لدول العالم في تحقيق أمنها الصحي.
لقد اقتصر هذا المؤشر في تقييم نتائج بياناته التي يجمعها عن تلك الدول على ستة معايير¡ تشمل الوقاية من الأمراض¡ والكشف والإبلاغ المبكر عن الأوبئة¡ والاستجابة السريعة لمنع انتشارها¡ وتوفر نظام صحي قادر على معالجة المرضى وحماية الممارسين الصحيين¡ والتقيد بالمعايير الصحية الدولية¡ مختتمة بمعيار درجة الخطورة في التعرض لأي تهديد بيولوجي. لتعطى كل دولة وفق تلك المعايير قدراً معيناً من الأوزان التي تصنفها ضمن إحدى فئات ثلاث: الأولى هي الدول الأعلى استعداداً لضمان أمنها الصحي¡ واعتلت هذا المستوى في تقرير المؤشر ثلاث عشرة دولة¡ جاء في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية¡ ومن ثم المملكة المتحـدة¡ فهولندا¡ أما الفئة الثانية: فهي الدول الأكثر استعداداً لتحقيق أمنها الصحي¡ وبلغ عددها مئـة وتسع دول¡ ضمت من بينها المملكة¡ التي نالت المرتبة السابعة والأربعين في تقييم المؤشر¡ متقدمة على كافة الدول العربية في درجة هذا الاستعداد¡ بينما الفئة الأخيرة: هي الدول التي صنفت بأنها الأقل استعداداً لبلوغ أمنها الصحي¡ وصل عددها إلى ثلاث وسبعين دولة¡ أدرجت من بينها العديد من دول وسط وغرب إفريقيا.
لقد أظهرت البيانات التي تنشر تباعاً عن جائحة كوفيد 19 في كافة دول العالم¡ أن من جرى تصنيفها في ذلك المؤشر ضمن الدول الأعلى استعداداً للتعامل مع أي وباء أو جائحة¡ كان البعض منها في معالجته لتداعيات انتشار وتفشي هذا الوباء على النقيض من التقييم الذي حصلت عليه¡ فقد أكد ما رصد فيها من عدد حالات الإصابة والوفيات لكل مئة ألف من السكان¡ أنها من بين الدول التي أخفقت في مواجهة فيروس كورونا المستجد¡ أتت على رأس تلك الدول الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وكندا ونحوها¡ الأمر الذي ربما يعيد النظر بمعايير هذا المؤشر في تقاريره التي ستصدر لاحقاً¡ وكذلك ما يتحتم اتخاذه من خطوات لسد الثغرات في منظومة الأمن الصحي بالدول التي انكشفت جراء حدة وتفاقم تلك الجائحة.




http://www.alriyadh.com/1830388]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]