قبل أن نتحدث عن السياحة لدينا يجب تحليل واقع السلوك الفردي لدى السائح بيننا وذلك للوقوف على قناعاته وميوله واتجاهاته السياحية.
لا يمكن الحديث عن مقومات أو بنى أو حلول سياحية حقيقية بعيداً عن فهم متطلبات السائح السعودي بكل شرائحه¡ ومحاولة تصنيف خياراتهم النفسية والجماعية والتفريق بين رغبات الشباب وحاجات الأسرة.
لا يمكن أن تعزل مواصفات السياحة لدينا في خيارات أحادية تتمثل في تلبية احتياحات الأسرة دون الشباب أو إشباع رغبات الشباب دون الأسرة¡ كما يجب الانتباه إلى تكوينات المجتمع الثقافية والقيمية فلكل فرد أو أسرة قيم ومثل ومبادئ¡ ومراعاة هذه الجوانب مهم¡ لأن فرض لون معين من السياحة وبيئتها وفعالياتها إجحاف في حق شريحة على شريحة.
ويبدو أن متطلبات السائح السعودي من خلال تقييم سلوك كثير من السائحين السعوديين الذين يذهبون خارج المملكة ينطلق من أن لديهم احتياجات وخيارات ورغبات قد تكون خاصة لدى معظمهم¡ تتمثل في قناعات خاصة أيضاً بهم¡ يشعرون أنها تشبع أنفسهم وتلبي رغباتهم الذاتية فليست السياحة هي بنى تحتية أو فنادق أو مطاعم أو مقاهٍ أو فعاليات متناثرة¡ فتلك متطلبات ومقومات سياحية مطلوبة في كل بلد ينشد التحول السياحي¡ ولكن حين ترى السائح السعودي يتوجه إلى دول ومدن بعضها لديه مقومات سياحية متواضعة قد تكون أقل منا كثيراً¡ ومع ذلك تجده شغوفاً بالاتجاه إلى كثير من تلك الأماكن والدول لأن دافعه لا يكمن في مقومات أو بنى سياحية أو فعاليات معينة¡ بل إن رغبته تطغى على خياراته المنطقية¡ فإن كان لدينا في المملكة مناطق جميلة وأجواء عليلة فهناك من يرغب في شارع شانزليزيه يتسكع و"يهجول" في أرجائه لا يهمه مقومات سياحية ولا أجواء فهو يدفع الكثير لكي يحقق رغبته مثل أولئك وهم كثر ليس مهتماً بمواصفات مثالية لسياحة داخلية وليس ميّالاً أصلاً للسياحة داخل البلد.
ويبقى القول إن هناك فرقاً كبيراً بين دافعية كثير من السياح السعوديين في تجسيد معنى السياحة الحقيقية وبين تلبية رغبات طارئة وعشوائية لذا توجب فهم العقلية السياحية لدى المواطن الشغوف والمفتون فقط بعقدة الذهاب للخارج والتغاير على كل حال وفي أي فرصة وبأي ثمن حتى لو كان الخارج أقل من الداخل فظنه دائماً أن ما لديهم أفضل مما لدينا.




http://www.alriyadh.com/1830537]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]