أعجب زبون كان في أحد الأسواق بأداء أحد الموظفين وأسلوبه الجميل في التعامل مع الزبائن وتقديم الخدمة¡ قدم له الشكر¡ وسأله عن اسمه¡ ثم بحث فوراً عن المدير¡ وظن بعض الموظفين أنه سيقدم شكوى. قال للمدير: موظفكم فلان رائع ويستحق الشكر والتقدير والتشجيع. شكره المدير على هذا التقدير¡ وقال إن البعض تعود على تقديم الشكاوى ويترددون في تقديم الشكر والملاحظات الإيجابية.
هذا تقييم فوري¡ وتقدير فوري أيضاً وتوقيته جعل يوم الموظف مشرقاً محفزاً وجعل معنوياته في أوجها.
صحيح أن ما قام به الموظف هو واجب من واجبات الوظيفة¡ لكن بعض الموظفين لا يكتفون بالحد الأدنى¡ ويؤدون العمل وكأنه ملك لهم¡ يجدون متعة في التعامل مع الناس وتقديم الخدمة لهم ويمارسون الرقابة الذاتية. مهمة المديرين والمشرفين اكتشاف أصحاب الرقابة الذاتية والأداء المميز والطاقات المبدعة لتعزيز هذا السلوك الإيجابي¡ ورفع الروح المعنوية¡ وفتح فرص التقدم الوظيفي أمامهم.
مسؤوليات المشرفين والمديرين لا تقتصر على تقدير الموظف المخلص صاحب الأداء المميز¡ وإنما تشمل اكتشاف الجوانب الإيجابية في كل موظف والعمل على تعزيز هذه الجوانب. لا يوجد موظف سيئ بالكامل¡ كل إنسان لديه نقاط قوة ونقاط تحتاج إلى تقوية. إحدى مهارات المديرين الناجحين هي القدرة على معرفة فريق العمل معرفة جيدة حتى يتمكن من تعزيز نقاط القوة¡ وتطوير الجوانب التي تحتاج إلى تطوير عن طريق التشجيع والتدريب¡ والنظر إلى الأخطاء كفرصة للتعلم.
ليس من المهنية أن يحكم المدير على موظف من موقف واحد أو خطأ واحد ثم يضع له تصنيفاً وحكماً قاطعاً غير قابل للتعديل. قد يكون الخطأ أساساً ناتجاً عن تكليف الموظف بالعمل غير المناسب لقدراته وشخصيته. هذا احتمال وارد¡ وقد تكون هناك أسباب أخرى لوقوع الخطأ أو ضعف الأداء¡ ولذلك من المهم أن يخصص المدير جزءًا من وقته لمناقشة الموظف وإجراء تقييم بالمشاركة لتحديد الجوانب التي تحتاج إلى تطوير وليس لاتخاذ إجراءات عقابية إلا في الحالات التي تتضمن خرق أخلاقيات العمل وتعمد الخروج على الأنظمة والسياسات المعتمدة.




http://www.alriyadh.com/1830533]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]