في حديقة عامة رأيت أماً تحذر طفلها - ابن السنتين فيما يبدو - من الذهاب إلى الألعاب خوف العدوى¡ ولم يفهم الطفل طبعاً أو لم يهتم¡ فهو يرى الأرجوحة وأنبوب الزحلقة ولم يملك نفسه من الركض نحوها¡ فصاحت به من بعيد: لو أصابك كورونا فلا دخل لي بك! لكن نعرف شعور الأم¡ فلم تستطع أن تتركه يذهب هناك حيث الأطفال قد تجمعوا¡ وأتت به أخته الكبرى.
في السابق كان الكبار يحذرون الأطفال من الخروج ظهراً وقاية لهم من الشمس القاسية¡ وظهرت أسطورة "حمارة القايلة" التي تقصها الأمهات والجدات أمام نظرات الأطفال المرعوبة¡ وآنذاك كان يمكن تجسيد الخطر في كائن معروف كالحمار¡ لكن كيف ستحذر الصغار الآن من فيروسٍ لا يُرى¿ لا أقصد الأطفال الأكبر الذين يفهمون فكرة الفيروسات والجراثيم بل الأطفال الأصغر¡ الذين تستطيع تخويفهم بذئب أو أسد أو حمارة القايلة ولكن لا يستوعب عقله فكرة كائنات مجهرية خطرة¡ فماذا ستقول لهذه الطفلة التي تسألك وأنت تُلبسها الكمامة قبل الدخول للسوق¿ وربما تضايقها الكمامة أو تعلق بشعرها وأثناء كل ذلك تعجز عن شرح فكرة الخطر لها.
مشكلة غريبة من مشكلات هذا الزمن. والكثيرون الآن سيبدعون في ابتكار أسباب يشرحون بها الكمامات والقفازات¡ ولعلي أساعد القارئ الكريم ببعض الاقتراحات لعلها ترفع الحيرة من عقول الأطفال:
الجو حار¡ والكمامة ستحميك من الهواء الساخن (عذر منطقي¡ لكن ستتورط لو كان المكان بارداً مكيفاً).

بقية الناس يفعلون ذلك ويجب أن نفعل مثلهم (إمّعية ولكن الظروف تفرض هذا).

لأني والدك ويجب أن تفعل ما أقول بلا مساءلة (للوالد الديكتاتوري).

وإذا لم ينفع شيء وأعيتك الحيل فافعل ما فعلته جداتنا ولكن مع لمسة من الواقع المعاصر:
هناك حمارة اسمها كورونا¡ لو لم تلبس كمامتك فإنها ستأكلك!




http://www.alriyadh.com/1831144]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]