عندما تصلك دعوة لحضور العرض الأول لفيلم سعودي في سينما بالرياض¡ تجد نفسك تمر بمراحل تاريخية مهمة¡ لحظات متنوعة¡ الأمر ليس سهلا على جيل كامل كان مفهوم السينما من المحرمات بمجرد الحديث عنه!
من هنا مررت بتجربة جسدت لي في لحظاتها البسيطة ربع قرن تقريبا في العمل الصحفي¡ أسعدني منتج فيلم نجد خالد الراجح وزملاؤه بدعوتي لحضور العرض الأول لفيلمهم الرائع بمدينة الرياض¡ كيف كنا وكيف أصبحنا وكيف سنكون مستقبلا¡ الفيلم سبق أن كتبت عنه وهو فيلم مميز ويحتاج أن يعرض باسم المملكة دوليا لأنه يستحق ذلك¡ ولكن هنا ليس حديثي عن الفيلم فقط.
نحن من سنوات بسيطة نشهد تحولات ثقافية ملموسة وكبيرة¡ وما زلنا ننتظر الكثير¡ المشهد الثقافي السعودي ما زال فقيرا جدا¡ نعم نشهد انطلاق هيئات ثقافية متنوعة¡ ولكن هل هذا يكفي¡ لا نختلف أن لكل هيئة استراتيجية وخطة عمل مستقبلية¡ ولكن وأكرر ذلك¡ هل لامست هذه الاستراتيجيات الواقع الحقيقي الذي نعيشه¡ نظريا نتفق معها¡ ولكن الواقع العملي هو المهم والذي يجسدها¡ المجتمع لدينا لم يفقد الكثير من مقوماته الثقافية رغم فترة الانغلاق التي أُجبر عليها فترة من الفترات¡ وهذا الأمر يسهل تنفيذ الخطط والاستراتيجيات بصورة سلسلة وأكثر مرونة.
عند بداية إنشاء وزارة الثقافة كان لي شرف الحضور والمساهمة لعدد من ورش العمل التطويرية وأذكر أن من ضمن من شاركت معهم الموسيقار عبدالرب إدريس والأستاذ سلطان البازعي وعددا من المتخصصين بمجال الموسيقى¡ وكانت النقاشات ثرية وجاهزة للتطبيق الفعلي¡ لأنه كما ذكرت المجتمع لدينا جاهز والمتلقي متلهف¡ لذلك أتمنى أن لا يصبح تعدد الهيئات وتنوعها سبب في بيروقراطية العمل¡ لأن الثقافة هي عمل إبداعي والسرعة والذكاء في تنفيذ مشروعاتها هي الوسيلة الأهم لنجاحها¡ خاصة إذا علمنا أن الأمر يرتبط بإسهام اقتصادي ومالي للثقافة حسب رؤية 2030.
كنت أتمنى أن يكون حدث العرض الأول لفيلم نجد متصدرا لأهم الأخبار لدينا¡ كنت أتمنى أن وزارة الإعلام والثقافة وهيئة الترفيه مستثمرون بصورة كبيرة لهذا الحدث¡ يجب أن نفكر خارج الصندوق¡ الأفكار والمبدعون موجودون لدينا¡ ولكن يحتاجون للدعم المنظم وليس حسب اهتمام بعض المسؤولين¡ فيلم سعودي يمثل قصة سعودية وعلى سينما سعودية وبمدينة الرياض لا اعتبرها مجرد حدث عادي¡ لذلك يجب أن نتعامل مع واقعنا الثقافي والفني والاجتماعي باحترافية ووعي أكبر¡ وهذا للأسف الذي ينقصنا.!




http://www.alriyadh.com/1831352]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]