أن تنشئ ملعب كرة قدم على أحدث طراز لمنشأة تعليمية¡ ثم تستطيع بذكاء أن تسوّقه على النادي الأميز في تحقيق البطولات والأكثر جماهيرية والأبرز إعلامياً¡ لتحظى بترويج كبير لهذا المعلب من خلال المباريات التي خاضها نادي الهلال محلياً وعربياً وآسيوياً (على مدار ثلاث مواسم)¡ فأنت بلا شك تستحق الإشادة. (طبعاً هنا أتحدث عن إدارة ملعب جامعة الملك سعود)¡ لأن هذه الإدارة نجحت نجاحا باهرا في خلق هذا المنتج¡ ثم أبدعت في تسويقه بشكل يفوق الوصف وفي ظروف اقتصادية صعبة.
وبعد أن حققت إدارة الملعب هدفها الأول في الترويج للملعب كمنتج¡ عبر نادي الهلال الذي خاض عددا كبيرا من مبارياته على هذا الملعب¡ عملت هذه الإدارة طول الفترة الماضية على تحقيق هدفها الآخر وهو تعظيم مداخيل الملعب التي ستجنيها الجامعة مع العقد الجديد¡ الذي فازت به شركة الوسائل بعد منافسة مع نادي الهلال. واستطاعت إدارة الملعب أن توقع عقدا مع شركة الوسائل التي ستدفع 230 مليون ريال على مدار 10 سنوات مقابل استئجار الملعب¡ وهذا المبلغ يعادل قيمة إنشاء الملعب كما ورد في مصادر إعلامية متعددة¡ وهذا نجاح يحسب لإدارة الملعب التي تستحق التكريم من معالي مدير الجامعة نظير نجاحهم المميز في استثمار الملعب بالشكل الأمثل والأفضل للجامعة.
على الجانب الآخر فازت شركة الوسائل بعقد استئجار الملعب بعد منافسة مع نادي الهلال¡ وبحكم أن الجامعة كسبت كثيراً بتسويقها للملعب¡ دعونا نستعرض كيف ستكسب شركة الوسائل من هذا العقد.
حسبما تم تداوله فإن الشركة ستدفع مبلغ 23 مليون ريال سنوياً للجامعة وعلى مدار 10 سنوات بقيمة إجمالية تقدر بـ230 مليون ريال.
ولو افترضنا أن الملعب ستلعب عليه حوالي 20 مباراة في كل موسم رياضي¡ لأحد الأندية ومعدل الحضور الجماهيري 18 ألفا في كل مباراة إضافة إلى ألفي تذكرة «VIP» فإن المبلغ المتوقع للإيراد من التذاكر سيصل إلى 30 مليون ريال قبل خصم التشغيل الذي متوقع أن تكون تكاليفه خمسة ملايين ريال. أي أن صافي الإيراد من التذاكر سيكون ما بين 20 إلى 25 مليون ريال¡ فهل نتوقع أن يدفع النادي كل هذا الإيراد مقابل اللعب على الملعب¿!! بالتأكيد لا¡ لأن النادي يهمه هذا الدخل الكبير لذا قد يدفع إيجارا سنويا لن يتجاوز الـ10 ملايين ريال وهذا لم يغط نصف تكلفة الشركة!!
كما أنه من المستحيل أن يشترك ناديان في استئجار الملعب بقيمة أكبر¡ يعني أن ناديا واحدا قد يدفع 10 ملايين ريال في استئجار الملعب في حال خصص بالكامل لهذا النادي¡ أما في حال تشارك ناديان في الملعب فلن يدفع كل ناد أكثر من خمسة ملايين ريال في السنة!!
إذاً كيف ستربح الشركة من هذا العقد¡ بل كيف ستغطي تكاليف العقد السنوي من التذاكر¿ أو حتى من المساحات الإعلانية في حال اشترتها من النادي وأعادت بيعها¿ بالتأكيد أن الإيراد سيكون بعيدا عن تغطية التكلفة.
والحل الأوحد من وجهة نظري هو أن تعمل شركة الوسائل شراكة مع وزارة الرياضة وهيئة الترفيه¡ عبر تأجيرهما الملعب¡ ليستضيف عددا من المباريات¡ ولتقام عليه عدد من الأنشطة الترفيهية بشكل سنوي¡ عندها ستضمن الشركة تغطية ثلثي التكاليف عبرهما فيما تتحمل هي الثلث المتبقي¡ وهنا قد تربح شركة الوسائل.




http://www.alriyadh.com/1832478]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]