جرت العادة أن نتعرض للكثير من الضغوطات والتنمر والمضايقات من رؤسائنا في العمل ونسكت عليها ونتكيف معها خوفاً من فقدان الوظيفة¡ ومن ثم فقدان الدخل المادي¡ وندخل في حالة من المشاعر المؤلمة والصراعات النفسية والاجتماعية¡ وقد لا يهمنا أن نعرف ونحلل طبيعة وسمات شخصية ذلك الرئيس¡ لأنه في آخر المطاف لا توجد جهة رقابية تعطي أهمية كبرى للأداء السلوكي والمعرفي للقيادات والرؤساء الذين يعانون من أحد اضطرابات الشخصية.
اليوم لو أخذنا على سبيل المثال أحد تلك الاضطرابات وهو اضطراب الشخصية النرجسية لوجدنا أن تلك الشخصية لديها**شعور مبالغ فيه بأهميتهم الخاصة والحاجة العميقة للإعجاب¡ كم أن أولئك الذين يعانون من**ذلك الاضطراب**يعتقدون أنهم متفوقون على الآخرين ولا يولون القدر الكافي من الاعتبار لمشاعر الآخرين.. ولكن وراء هذا القناع من الثقة المفرطة يكمن**تقدير الذات الهشة والذي يجعلهم أقل تحملاً لأدنى انتقاد وأكثر تجاهلاً لمشاعر الموظفين إلا إذا كان ذلك مفضلاً له.. كما أن الرئيس النرجسي لديه ميول كبيرة في استغلال موظفيه خارج وصفهم الوظيفي لتلبية احتياجاته الأنانية وبشكل لافت للانتباه.. وعادة ما يحب أن يذكره الموظفون في الطالعة والنازلة ببطولاته ومغامراته ويجد المتعة وهو يتحدث عن علاقته بالشخصيات المهمة دون مناسبة.. وعندما يتطلب منه الثناء على أداء أو إنجاز غيره من الموظفين يجد صعوبة في الثناء لأنه يعتقد بأنه إذا فعل ذلك فسيقلل من نرجسيته.. ناهيك عن شهرته بسرقة أفكار موظفيه ونسبها له والإذعان لمن هم أعلى منه منصباً والإهمال لمن هم أدنى منه منصباً... والعديد من الصفات الشخصية الأخرى
اليوم لا يوجد تقييم نفسي سلوكي معرفي لما قبل التعيين أو التكليف بمناصب الرؤساء والمديرين وعادة ما يتم التركيز على الشهادات والخبرات المهنية والدورات وعلى الجوانب الكمية المادية وليست المعرفية والسلوكية مع العلم يوجد العديد من الاختبارات والمقاييس العالمية والعلمية التي تخبرنا وبدقة السمات الشخصية والقدرات والميول والاتجاهات للأشخاص وهل فلان من الناس كان ذكراً أم أنثى مؤهلاً سلوكياً ومعرفياً نفسياً لأن يكون شخصية قيادية ولا يعاني من أي اضطراب من اضطرابات الشخصية المعروفة وأيضاً لا يعاني من مشكلات السلوك السلبي غير التوكيدي أو العدواني أو العدواني السلبي¿ كون عدم الدقة في الاختيار على أسس من المعايير السلوكية والمعرفية قد تكون نتائجه سلبية وتدميرية للهيكل الإداري والبشري لأي مؤسسة.




http://www.alriyadh.com/1835704]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]