أخي أحد خبراء التعلّم الآلي¡ وهو علم دراسة خوارزميات الحاسب بحيث يتعلم ويتحسن من ذاته من دون تحسين بشري. ولما التقيته مؤخرا وفي يده ورقة كود لغة برمجة سألته: «ألا تقلق من ارتفاع الذكاء الصناعي لهذه الدرجة اليوم¿»
إن الذكاء الصناعي وصل إلى درجات مذهلة¡ من أشهرها أنه يستطيع تقليد محادثة بشرية¡ وفي المحاورة التالية التي نشرتها شركة تقنية معروفة يتّصل الهاتف على محل تصفيف شعر ويتكلم الذكاء الصناعي بصوت فتاة فيطلب موعدا¡ ويدور الحوار التالي:
تسأل المنسقة: متى تريدين الموعد¿
الذكاء الصناعي (بصوت فتاة): يوم كذا وكذا.
أي ساعة¿

الساعة 12.

ليس لدينا فراغ¡ لدينا موعد متوفر في الساعة الواحدة والربع.

هل لديكم موعد بين الساعة 10 و12¿

نعم لدينا موعد الساعة 10. ما هو اسم الزبونة¿

اسمها ليسا.

وهكذا يستمر الحوار¡ والمنسقة التي تعمل في محل تصفيف الشعر لا تعرف أنها لا تكلم بشرا بل تكلم الذكاء الصناعي المدهش الذي يتكلم بنفس الطريقة البشرية بكل تفاصيلها الدقيقة مثل ارتفاع وانخفاض النبرة والتلعثمات والتأتآت الصغيرة التي تتخلل كلام كل الناس عادة!
وقد ظهر القلق من تطور الذكاء الصناعي في الخيال العلمي¡ فالكاتب إسحاق أزيموف وضع كتاب I, ROBOT والذي تحول إلى فيلم يقوم فيه جيش من الرجال الآليين بإخضاع البشر¡ وفي فيلم Terminator يصل الذكاء الصناعي إلى مرحة الوعي فينوي إبادة البشرية¡ وفي فلم The Matrix الذكاء الصناعي شرير كذلك لكنه يكتفي باستعباد الناس واستخراج الطاقة منهم بدلاً من إفنائهم.
اليوم رفع خبراء هذا المجال صفارات الإنذار¡ وقالوا إنه يجب إيقاف هذا التطور المتسارع الرهيب لئلا تتحقق تلك السيناريوهات الكابوسية.
ذكرتُ لأخي تلك النقطة الأخيرة وأنا أرمق ورقة كود لغة البرمجة¡ فقال: لو حصل هذا لكان ما أفعله الآن أفضل دفاع لأنني أفهم لغتهم.
وافترقنا على رنين المقولة: من تعلَّم «لُغة» قوم¡ أمِن مكرهم.




http://www.alriyadh.com/1835733]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]