الكلمة لها دلالة عظيمة في توصيل المعنى لكل شيء عندما نريد أن نوصل شعور ما نعبر عنه من خلال الكلمة¡ وعندما نريد أن نوصف شيء نعبر عنه بالكلمة¡ وعندما نريد أن نتحدث مع شخص ما أيضا من خلال الكلمة.
في الكلمات سر من أسرار الوجود فيها تتجلى كل النوايا الداخلية¡ يستخف بها بعض الأفراد وربما نجد من يكون ساخطا متذمرا في كلماته لا يعي خطر ما يقوله ولا يعي أن هذه الكلمات لها القدرة على أن تتجلى في الواقع كحقيقة.
الكلمة جاذبة للخير وللشر حسب ما نتفوه به إن احسنا كلماتنا بالذوق والسلام والمحبة أصبحت حياتنا أيضا كذلك¡ لماذا¿ لأن الكلمات تعبر عن عمق اعتقاداتنا الداخلية وقناعاتنا المخفية مهما تظاهرنا باختلاف ذلك وهذا ما نختبره في المواقف كلها¡ حينما نتعرض للمواقف المؤلمة أو المواقف التي تزعجنا هنا بالذات ماذا نتفوه هل هي كلمات ساخطة أم كلمات تنم عن التسليم والرضا أو حتى كلمات تدل على تقبل هذه المواقف¡ نشاهد ذلك في عدة أمثلة كافتقاد صديق أو قريب ماذا يصدر منا هل هي كلمات بائسة أم كلمات تدل على تقبل ما نحن فيه وهذا لا يعني إنكار المشاعر¡ المشاعر لا أحد يستطيع إنكارها لأنها حتما ستظهر لكن الكلمات هي بخيارنا نختار الجيد والإيجابي منها ونبتعد عن الكلمات المتذمرة الساخطة لأنها تزيد حالة البؤس والقنوط من رحمة الله وعندما نوسع دائرة الكلمات السلبية يعني أننا نزيد مساحة الألم في حياتنا أو مزيد من الأحداث غير الجيدة أيضا.
بعض الأفراد عندما يصاب بتجربة غير جيدة يزيد ويعيد من الشكوى والتذمر وربما نفاجأ أن هذه التجربة لها سنوات قد مضت وانتهت وهو مازال يعيش فيها وكأنها حاضرة الآن لماذا لأنه مازال يتذكر ويتحدث عن هذه التجربة المؤلمة¡ نعم نستطيع التعبير عن تجاربنا السابقة لكن نستعرضها ونحن نستشعر القوة ونستشعر بأننا تجاوزنا مرحلة كانت صعبة في حياتنا ومن خلال هذا الاستعراض يرافقه مشاعر الرضا والقبول والتقبل والإيجابية هنا نقطع الصلة مع الألم ومع الوجع الذي كنا نعيش فيه سابقا¡ الذي يحدث للأسف أن بعضنا يتذكر أي تجربة ويتحدث عنها بأسى وألم يكرر تلك الكلمات حظي سيئ¡ تألمت كثيرا¡ كل تلك الكلمات هي مزيد من استمرار واستعراض الماضي بألم.
كما أن البعض يجترف الكلمات المتشائمة حتى للمستقبل فماذا نظن إن نطقنا ليلا ونهارا أن غداً سيئ¡ أو أن الدنيا ظالمة¡ أو الناس مخادعين¡ ماذا نظن أن تقدم لنا الحياة هل ستقدم لنا ما نحب ونرغب¡ أم مزيد من المآسي والأحداث غير الجيدة¡ الكلمات هي دلالة على ما يحتويه داخلنا من تفاؤل وأمل أو إحباط ويأس.
لنتأمل حال الكلمات والأمثال الساطعة الشاهقة بالجمال والرضا¡ كلمات تنم عن القوة والسلام¡ كلمات تعطي لروح وجودها وتعطي للمشاعر طاقتها القوية¡ وتعطي لسعي الحماس والمثابرة¡ وتعطي لنفس تذوق جمال الأشياء من حولها¡ ماذا سيحدث في حديثنا وتفكيرنا ومشاعرنا!
ألم نصحوا يوما ما في الصباح الباكر ونحن نردد كلمات وعبارات لطيفة وجميلة ثم وجدناها انعكست على يومنا كله هذه الكلمات ليست ضرورة أن نسمعها من الآخر بل من أنفسنا لأنفسنا كأن نقول أحب ذاتي¡ يومي رائع وجميل¡ متفاءل بقدرة الله عز وجل¡ مؤمن بعطايا الرحمن الجميلة¡ لدي نعم كثيرة¡ ماذا ستعكس هذه الكلمات على يومنا وحياتنا أليس مزيد من الرضا¡ مزيد من الحب والمحبة.




http://www.alriyadh.com/1839257]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]