من المعلوم أن الفعل يبقى عام الدلالة حتى تأتي حروف الجر فتخصص دلالته وتحدد معناه¡ ومن هنا تكتسب حروف الجر أهمية بالغة في تحديد المعنى¡ هذه المعاني المتفاوتة التي قد تصل أحياناً إلى حد التضاد والتناقض سببها تركّب الفعل مع حرف الجر.. فنجد الفعل نفسه مع حرفي جر مختلفين يؤدي إلى تغيير المعنى إلى الضد.. وسنستعرض بعضها هنا..
على وعن: يقال: جزم على الأمر: أي عزم وتوكل¡ وجزم عنه: جبن وعجز.. وكذلك طلع علينا فلان: أي أتانا¡ وطلع عنا: غاب.. طابت نفسه على كذا: سمحت به راضية¡ وطابت عن كذا: تركته راضية¡ وأيضاً راغ على القوم: إذا أقبل عليهم¡ وراغ عنهم: إذا ولّى عنهم وذهب.

إلى وعن: يقال: لجأت إلى فلان: أي التجأت واستندت عليه¡ ولجأت عن فلان: عدلت عنه إلى غيره.. وذهبت إلى فلان: توجهت إليه¡ وذهبت عنه أي تركته.. مال إلى الشيء: أقبل إليه وأحبه¡ ومال عنه: عدل عنه وتركه.

من وإلى: يقال غَرِض منه: أي ضجر وقلق منه¡ وغَرِض إليه اشتاق¡ قال الشاعر:

إني غرضت إلى تناصف وجهها .. غرض المحب إلى الحبيب الغائب
أي اشتقت إلى وجهها.
إلى وعلى: تقول: خرجت إلى فلان: ذهبت إليه¡ وخرجت عليه: اعترضت طريقه.. وكذلكº أشار إليه (أومأ)¡ وأشار عليه (نصح).

اللام وعلى: قضى له القاضي¡ وقضى عليه¡ الأولى تفيد معنى جعل الحكم في صالحه¡ في حين تفيد الثانية جعل الحكم في صالح غيره.. وكذلك قولنا: غضب عليه: سخط ولم يرضَ¡ وغضب له: غضب على غيره.

على ومن: تقول: أشفقت على فلان: أي خشيت عليه¡ وأشفقت منه: أي خفته وحذِرته.. ومنه قوله تعالى: «إن الذين هم من خشية ربهم مُشفقون» أي خائفون.

في وعن: رغب في الشيء: أي مالت نفسه إليه¡ ورغب عن الشيء: نفرت النفس منه وتركته. ومنه قوله تعالى: «ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه».

الباء واللام: نقول: اهتم فلان بأبيه (من الاهتمام)¡ واهتم له (من الهم).

على وفي: نقول: أثّر عليه (مارس عليه نفوذاً)¡ وأثّر فيه (نفسياً أو عاطفياً).





http://www.alriyadh.com/1839245]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]