من منّا لا يخوض في اليوم مئات من الأفكار وكم تستنزف منا الوقت والجهد لنخضع لها طوال الوقت وكأننا في غياب دائم عن حضور (الآن) التي تختزل بها كل الحياة.**
تختلف العناوين عن قوة اللحظة ويتشعب بها الكثير من المفردات والكلمات لكنها جميعاً تصب في محيط واحد قوة اللحظة التي تعني عدم التشبث في الماضي وعدم القلق من المستقبل والعيش في اللحظة الراهنة بكل تجلياتها وحضورها. **
يغيب الجميع عن استشعار اللحظة الحالية بسبب كثرة الأفكار وتزاحمها بين الماضي والمستقبل وماذا يكون ولماذا كان والكثير من الملهيات عن قوة اللحظة¡ وأيضاً بسبب صراع القناعات الداخلية مع التغيرات المتسارعة بين ما هو حقيقي وبين ما هو وهم¡ وأيضاً بسبب عدم معرفتنا نحن بذواتنا. مازال قابعاً في نفس الزاوية والمكان يشرب يأكل ويتنفس لكن لا دور له في الحياة¡ نحن ندرك أن هناك أدواراً عظيمةً يقوم بها الإنسان كدور الأم والأب¡ دور المسؤول المنجز في مجاله¡ ودور الموظف في عمله¡ ودور المزارع في مزرعته¡ الكل منّا له دور في الحياة ليس من خلال الأعمال المهنية فقط بل الإنسانية في مساعدة صديق¡ أو استماع لزوجة¡ أو العطف على حيوان في الطريق¡ كلها أدوار لها معنى كبير في الحياة لكي تكتمل فصولها ولكي تدب الرحمة والمحبة والتعاون والتفاعل مع بعضنا.**
ما يجعلنا نتوه في الطريق تزاحم الأفكار وصراع بين الرغبات والاحتياجات والأهواء دون معادلة متوازنة بينهم¡ فإما نبالغ أو نتجاهل احتياجات حقيقية نحتاجها أو نتمادى بأهواء تسلب الراحة وتعكر صفوة الأيام. **
ربما نحتاج الهدوء في التفكير والعودة للأصل لذلك التناغم بين الإنسان والطبيعة لكي نعود لذلك الصمت والسكون اللذين يجعلان العقل يهدئ ويبطئ سرعته المتزاحمة وكأنه في ساحة معركة¡ وعندما يهدئ يبدأ الاتصال والتناغم مع كل شيء حولنا كأصوات العصافير وتأمل الغروب والشروق¡ ولمس أرواح أمهاتنا وآبائنا وأبنائنا بحب¡ واستماع لصوت الشجر وتأمل السكون في وقت السحر¡ كل ذلك يجعلنا نشعر بالاحتواء الداخلي الذي يبعدنا عن غربة الروح التي تأن بصمت قابلة للانفجار على أتفه الأسباب¡ بسبب مادية الحياة وهذا يجعلنا ندرك العمق بأن الحياة لها عدة جوانب المادي والنفسي والمشاعري والجسدي والعقلي والاجتماعي وكل واحد منهم له غذاء خاص فيه¡ عدم التوازن بينهم ينشئ الفوضى والتشتت¡ التوازن يعيد قوة التناغم بين كل تلك الجوانب مما يساعدنا من جديد على التناغم مع الطبيعة من حولنا.




http://www.alriyadh.com/1841552]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]