في 23 /9 / 1932 بات الأمر الملكي الذي أصدره الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - نافذاً أمام الدنيا كلّها. بهذا الأمر الكريم أعلن الراحل العظيم اكتمال مهمة التأسيس واسم دولته: المملكة العربية السعودية. ومن توفيق الله أن يصدر هذا المرسوم وتُعلن الدولة الجديدة الموحّدة والعالم يتحضّر لواحدة من أكثر الحروب دموية في تاريخ البشرية وهي الحرب العالمية الثانية. في تلك الحقبة تأسست الدولة السعودية "معجزة فوق الرمال" في حين كانت الدول الكبرى تخطّط وتتقاسم دول العالم وتعيد تشكيل الحدود ومصائر الشعوب.
نعم كان إشهار مرسوم الملك في معناه ومبناه وقتها تتويجاً لكفاحه وصبره مع رجاله الميامين الذين شاركوه ملحمة تأسيس المملكة. وفي ذلك اليوم الأغر كان تمام مهمة مشروع التوحيد الشاق وبدء مشروع التنمية والتحديث. هذا المشروع الاستثنائي الذي نقطف اليوم ثماره ونتفيأ معه ظلال دولة شامخة أخذت مكانها اليوم ضمن أقوى 20 اقتصاداً في العالم. هذه الدولة العملاقة التي نحتفل بها وبمنجزها الكبير في الذكرى التسعين تحت راية جمعت مع مفاخر الوحدة شرف رفع كلمة التوحيد خفاقة في كل بقاع الأرض.
هذا المشروع السعودي الفريد أدهش الغرب والشرق وقتها ما دفع مجلة Life الأميركية - وسط معمعة الحرب العالمية الثانية في مايو 1943م - إلى إرسال محرريها لاستطلاع أخبار هذه الدولة الوليدة التي وضعت صورة مؤسسها على الغلاف مخصصة 15 صفحة للحديث عن الشعب وقائده ابن سعود وتصفه "ملكاً صنع مملكة".
وها هي المملكة العربية السعودية في يومها الوطني التسعين تقدم لمحيطها والعالم هذا النموذج المشرق للتنمية والتحديث في مختلف المجالات. وعلى مشارف قرن من المجد يستعرض الأحفاد اليوم ما بناه الأجداد ولسان حالهم: نبني كما كانت أوائلنا.. تبني ونفعل (فوق) ما فعلوا. وكلمة (فوق) هنا هي تعديل الملك عبدالعزيز حينما طلب ممن كتب بيت الشعر على مدخل قاعة الاستقبال في قصره تعديل شطر البيت من "مثلما فعلوا" إلى "فوق" ما فعلوا.. كما يروي القصة المؤرخ أمين الريحاني.
وعلى مدى تسعة عقود حاول الخصوم أن ينالوا من هذا المنجز الكبير¡ ولكن الله خيب سعيهم. خصوم كبار وأذناب صغار تفتّت مؤامراتهم على صخرة الوطن المتينة. وها نحن على مشارف قرن من الوحدة والمجد وخطة المستقبل أمامنا منارة وبوصلة للمتفائلين الواثقين بالله بعد أن باركها المليك الهمام سلمان بن عبدالعزيز¡ ورسم وأدار دفتها أمير العزم وحفيد المؤسس الأمير محمد بن سلمان.
قال ومضى:
ما أجمل الكلام في حضرة الوطن!




http://www.alriyadh.com/1843257]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]