سباق محموم بين الدول لأجل الإعلان عن دواء لمعضلة العصر "وباء كوفيد - 19".. كلٌ يعلن عن نجاحه.. وآخر يبشر بانتصار عليه.. لكن حتى الآن لم يظهر في الأفق ما يؤكد القضاء على هذا الوباء.
في مملكتنا الغالية لم تظهر مؤسسة أو هيئة ولا حتى وزارة الصحة لتسابق الآخرين بأن لديها المشروع اللقاحي أو الدوائي الذي لا مثيل له للقضاء على كورونا.. ولم تستخدم "الادعاء" الذي مارسته دول وأفراد كثيرون لأجل لفت الانتباه.. وهذا لم يكن يقلل من القيمة العلمية لمؤسساتنا البحثية من تلك المختصة بالاكتشافات ومحاربة الأوبئة والفيروسات.
ورغم ذلك فقد أثبت لنا التعامل مع الوباء أننا متفوقون مجتمعيا وقراريا على دول كثيرة إن لم نكن في المقدمة.. لأننا وعبر قيادة وزارة الصحة لم نسع إلى اكتشاف الدواء بقدر ما ذهبنا إلى تجنبه أولا¡ والوقاية منه ثانيا.. فكانت محاصرة الفيروس ومنع انتشاره السبيل الأول¡ ولن يتسنى ذلك إلا بالتوعية والقرارات الصارمة.. ونحمد الله أنها آتت أُكلها وباتت الأرقام حاليا ضعيفة وتبشر باندثاره.
إيقاف تسارعه ومنع انتشاره أولا ودائما كان هو القرار السليم¡ وإن كنّا لا ننكر أن المساهمة في إيجاد اللقاح مسؤولية العالم كله وبلادنا لن تألو جهدا في فعل ذلك.. رغم أننا نسمع عن تجارب دولية كثيرة وإعلانات مختلفة وكثيرة من الدول وشركات الأدوية وعلماء الفيروسات ولم يبرز أحدها كمتفق عليه على أنه فاعل تماما.. لذا فالمشروع السعودي في التعامل مع كورونا والنجاح الذي حققه جدير بأن يستمر بكل قوته دون تنازل أو استثناءات¡ خاصة أن المثال قائم أمامنا للدول التي أعلنت الانفتاح والتخلي عن إجراءات الوقاية ولنا في بريطانيا وفرنسا درسا ظاهرا في هذه الأيام في ظل التزايد الكبير بأعداد المصابين لديهما من جراء تلك القرارات التي وُصفت بالمتسرعة والتي فاقمت الأزمة.
الاستمرار بالتباعد ومنع حضور الجماهير التظاهرات الثقافية والرياضية والفنية والمناسبات الاجتماعية وكل ما من شأنه الإضرار بالمشروع السعودي لمكافحة وباء كورونا أمر لا تنازل عنه.. أقول ذلك وأنا أثق أنه مستمر حتى لو بلغنا نهاية العام الجاري كما يبشر كثيرون بأنه نهاية كل الالتزامات تجاه كورونا.. أجزم بالاستمرار بالإجراءات لأن بلادنا تضع صحة مواطنيها في قائمة أولوياتها¡ لا كما فعلت بعض الدول التي كنّا نحسبها أكثر حرصا على شعوبها.
ختام القول: إن الثقة باستمرار الإجراءات حتى وإن غضب دعاة الانفتاح على الوباء¡ هو ما نرى وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة عليه¡ وهو الذي لم يتوقف في كل مناسبة أو بعض حديث من التشديد على التمسك بكل الإجراءات¡ بل لا يتوانى أبدا من شرح حتى أدق المتطلبات وفق مسؤولياته تجاه هذا الوباء التي تحقق نجاحا ندعو الله أن يستمر.




http://www.alriyadh.com/1846702]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]