العنوان اسم مقطوعة بديعة للموسيقار جو ساترياني¡ لا كلمات فيها¡ تسمعها فتطير بك في سماءٍ سحرية مبهرة¡ تتخيل أنك امتلكت فجأة القدرة على الطيران¡ ها أنت تحلّق فوق السهول الخضراء في أراضٍ عذراء وتلمح الغزلان الجميلة تتقافز حول ينبوعٍ عذب¡ الجبال أصدقاؤك¡ تعلو قممها كما يحلو لك¡ اجلس لحظات فوق القمة خاليا بنفسك وأفكارك¡ هذا ما تحتاجه في زمن امتلأ فيه العقل بالضوضاء والتوتر¡ لحظات ولو قصيرة تتنشَّق الهواء الصافي.
اقفز من رأس الجبل¡ وصلتَ إلى غابة جنوب أميركية¡ الأشجار الكثيفة المتشابكة تُمتع بصرك¡ تنزل أسفل الأغصان المتعانقة لتلمح كائنات الغابة الأخّاذة كالغوريلا الجبلي وفراشة مورفو الزرقاء والكسلان الظريف وفهد الجاغوار البديع وببغاء الماكاو الملوّن وحتى الخطرة مثل الأناكوندا العملاقة والضفدع السام¡ يكفيك من تأمّلها لحظات.
وبعد بحرٍ من الخضرة طر الآن فوق المحيط¡ دع الدلافين تداعبك والحيتان تأسرك¡ إنها شقائقنا من الثدييات! وكم نحن محرومون من مرافقة كائنات ذكية لطيفة كهذه. صادقها¡ ربّت عليها¡ عانقها¡ تكفي برهة قصيرة¡ كالأطفال المتوحّدين ممن يبتهجون ببضع لحظات سباحة مع الدلفين.
فارِق البحر وطر فوق المدينة¡ أول ما ينتبه لها أنفك الذي يدرك تلوث الهواء وجلدك الذي يلاحظ تغير الحرارة والفضل للاحتباس الحراري الذي صنعه البشر¡ قبل قليل كانت الخضرة والزرقة تملآن عينيك والآن الرصاصي الكئيب¡ إسفلت وأرصفة وشوارع وخرسانة ومبانٍ ومواقف سيارات وبيوت امتلأت همّا وغمّا ومشكلات عائلية وزوجية¡ مِن عُلوٍّ كادت لتخدعك بحسن بنائها وتصفيفها لكنك قد خرجتَ منها وتعرف أسرارها¡ لهذا رغبتَ أن تطير بعيدا عنها إلى الطبيعة النقية من تلوث الانبعاثات والأدخنة والهموم والغموم¡ غير أنه لا بد من كَبَد الحياة¡ أتتك بعض الحرية لكنك عائد الآن وستزول قدرة الطيران بعد لحظات.
طِر وطر وطر¡ بقيت 10 ثوانٍ¡ عشها¡ تعمّق داخلها¡ إنها كافية لو غُصت فيها حقا¡ لو استطعتَ أن تطير لاستطعتَ أن تفعلها¡ وأن تعيش عُمراً.. في لحظات.




http://www.alriyadh.com/1846833]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]