خلال الانتخابات الأميركية الأخيرة¡ ثار الكثير من الجدل حول الإعلام¡ والدور الذي لعبه في حسم النتيجة لصالح الديموقراطيين وتجييش الناخبين ضد ترمب. ورغم أن التحيز واختلال الحيادية يعتبران من أبشع وصمات العار التي يمكن أن تلحق بوسائل الإعلامº إلا أن بعض المؤسسات الإعلامية العريقة في الولايات المتحدة لم تستطع أن تكبح رغبتها الشديدة تجاه إسقاط ترمب وبالتالي لم تلتزم الحياد التام في تغطية الانتخابات.
التهمة بالتحيز تجاوزت وسائل الإعلام الأميركية إلى الأسماء الكبيرة في عالم الإعلام الجديد مثل تويتر وفيسبوك وغيرهما¡ خصوصاً أن هذه المؤسسات يملكها أفرد وتتحرك غالباً في حدود المساحة الأيديولوجية التي يدعمها مالك المنصة¡ ولذلك دخلت "تويتر" مثلاً حرباً علنية ضد ترمب وقيدت بشكل غير مسبوق بعض تغريداته.
وبحسب تقرير نشرته شبكة بي بي سي¡ فإن منصة تويتر تعمدت منع المغردين من نشر روابط لتقرير نيويورك بوست حول تحقيقات بشأن جو بايدن¡ ما يدعم الاتهامات التي يوجهها الجمهوريون لمنصة تويتر وسياسة الكيل بمكيالين¡ إذ بحسب ادعاءاتهم فإن المنصة في الوقت الذي كانت تضع فيه التحذيرات تحت تغريدات ترمب¡ لم تكن تفعل الأمر ذاته مع تغريدات تحريضية يكتبها قادة إيرانيون تتضمن دعوات للعنف. ويشير التقرير إلى استطلاع للرأي خلص إلى أن 90 % من الجمهوريين و59 % من الديموقراطيين يرون أن منصات التواصل الاجتماعي تمارس الرقابة على الآراء السياسية وبالتالي تقوم بحذف بعضها.
التقرير لم يستطع حسم الجدل حول هذه المسألة لأنها أكثر تعقيداً مما تبدوº فمثلاً قد يجادل البعض أن تغريدات ترمب حادة ومثيرة¡ وتتحدث عن أمور تمس السلامة العامة مثل آرائه التي يخالف فيها العلماء والأطباء بشأن فيروس كورونا¡ وبالتالي فإن فرصه في أن تذيل تغريداته بتحذير¡ أكبر من منافسه بايدن.
كما تشير البي بي سي إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي ليست ضد المحافظين على طول الخط¡ فرغم توجهات رئيس شركة فيسبوك مايك زوكربرغ المعروف بدعمه حركة "حياة السود مهمة"º لم يتجاوز عدد متابعي صفحة هذه الحركة على فيسبوك أكثر من 700 ألف شخص¡ في حين يتابع الصفحة التي أنشأها المحافظون "حياة الزرق مهمة" والتي تدافع عن رجال الشرطة¡ قرابة 2.3 مليون متابع.
وأخيراً¡ الواقع يقول: إنه لا توجد وسيلة إعلام محايدة¡ لأن من يكتب الأخبار هم البشر ويخضعون بطريقة أو بأخرى لقناعاتهم¡ وإذا كانت وسائل الإعلام العريقة فشلت في تحقيق هذا التوازن¡ فإن وسائل الإعلام الجديد بكل ظروف تكوينها الرخوة¡ لن تستطيع الوصول إلى هذه الغاية¡ وربما لا يكون ذلك على قائمة أولوياتها أصلاً.




http://www.alriyadh.com/1856347]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]