الصين تحوي ملياراً ونصف المليار إنسان¡ وتكتظ شوارعها بزحام رهيب. في مدينة تشونكينج مثلاً يحكي أحد الموظفين أن بينه وبين عمله 15 كيلومتراً¡ مسافة قصيرة لو كان الطريق سلساً¡ ربما تأخذ 10-15 دقيقة في الظروف العادية¡ لكن الزحام يجعله يحتاج ساعة كاملة ليصل إلى عمله. في عام 2010م حصل زحام على الطريق الوطني السريع رقم 110 في الصين¡ استمر ليس 9 ساعات بل 9 أيام! لم يستطع السائق أن يحرك سيارته إلا 1 كيلومتر في اليوم الواحد كحد أقصى. لذلك ظهرت خدمة عجيبة¡ فإذا كنت عالقاً فإنك تتصل على هذه الشركة ليأتي شخصان على دراجة نارية¡ فينزل أحدهما وتركب أنت ليأخذك إلى وجهتك (عملك مثلاً)¡ وأما الآخر فيجلس في سيارتك في الزحام ويأخذها إلى مكان عملك.
فكرة إبداعية¡ والكثير من الخدمات تنجح إذا كان هدفها أن تعطيك وقتك مقابل مبلغ. الناس مستعدون أن يدفعوا المال لتوفير الوقت¡ ففي التطبيقات تجد الخدمات التي تغسل سيارتك وأنت في بيتك¡ وهي أغلى بكثير من أن تذهب لمغسلة سيارات لكن لا يمانع في ذلك من يريد الراحة أو توفير الوقت.
ظهرت خدمة في بعض الدول أن يأخذ أحد مكانك في الصف¡ فربما أنت في مصلحة حكومية تريد تجديد بعض الوثائق¡ أو لعل سوقاً أعلن عن تخفيضات كبيرة وظهر أمامه طابور طويل من الزبونات ولا تريدين الانتظار ساعتين¡ أو تذهب إلى مطعم شهير يجب أن تنتظر أمامه فترة طويلة¡ حينها تستأجر هذا الشخص ليجلس مكانك وتذهب أنت لتفعل ما تشاء¡ حتى إذا اقترب دورك اتصل عليك لتأتي وتأخذ المكان مرتاحاً.
في زمن السرعة صارت هذه خدمات مطلوبة¡ يمكنك أن تقدمها أو أن تشتريها¡ أو يمكنك أن تفعل ما فعله بعض العامة في زحام الصين المذكور في المقدمة¡ فلما رأوا أن السيارات ماكثة لساعات وساعات سارعوا بشراء حاجيات مثل السجائر والمعكرونة الفورية وباعوها بأسعار باهظة على العالقين¡ فالمعكرونة بيعت أعلى من سعرها بثلاثة أضعاف¡ وعلبة الماء التي تكلف 1 يوان (نصف ريال) اضطر المنتظرون أن يشتروها بسعر 15 يوان!
وزحام قوم عند قومٍ.. عوائد.




http://www.alriyadh.com/1856399]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]