من خلال أحاديثنا وحواراتنا¡ لا ننفك عن الاستشهاد بما تبثه الصحف الرصينة والوكالات العالمية والقنوات التلفزيونية الكبيرة كنموذج مثالي لكيفية التعامل والإدارة الإعلامية.
وعليه¡ فمهما بلغ إعلام التواصل الاجتماعي من انتشار¡ إلا أنه لن يبلغ الموثوقية والمصداقية التي عليها الإعلام الرصين¡ حتى لو لم يجاريها في السرعة¡ وذلك هو مكمن الخلل¡ فمن خلال التسرع والتسابق المحموم على مواقع التواصل أصبحت الموثوقية من خلال ما يبث من تويتر عبر أشخاص أو مواقع مستحدثة في محل شك.. ومهما فعلت فلن ترتقي إلى الإعلام الرصين وقدرته على أن يكون مصدراً موثوقاً حتى لو تأخر.
لكنني استميح القارئ عذراً بأن شيئاً قد لفت النظر من خلال أحاديث المجالس¡ فمعظم المتحدثين يرصدون مواقع التواصل ويتفاعلون معها.. لكنهم في استدلالاتهم لا يتخلون عن الإعلام الرصين من مطبوعات وقنوات موثوقة.. وفي ذلك تباين قد يكون التسابق المحموم بين الأفراد كل يريد أن يظفر بالسبق هو السبب وما افضى إلى ضعف المصداقية.
الاهتمام بالمصادر الإعلامية الرصينة ما زال في أوجه¡ ويبدو أنه مع العبث القائم في مواقع التواصل قد أصبحت مصداقيته أفضل مما كان عليه في السابق¡ ولست أنا من وقف على ذلك فقط¡ بل إنه من فرط البحث عن التأكيد سألت زملاء إعلاميين عن الأمر ووجدتهم يؤكدونه¡ بل إن بعضهم يضيف أسباباً تجعلها تكون المُتابَع الجيد للإعلام المطلوب في زمننا الجاري.
عبث مواقع التواصل سببه التسابق المباشر إلى المعلومة¡ وهو ما يجسده الإعلام الحديث عبر تويتر وما شابهها من مصادر الاستعجال¡ وقد تم إثبات ذلك بعمل مقارنات بين الجهات التقليدية الرصينة المذكورة ومع ما يحتاجه الإعلام الحديث عبر مواقع التواصل الإلكتروني لخبر واحد¡ والأكيد أنهم سيجدون الفرق في مباشرة نشره¡ ولذلك أصبح سوق الإلكترونيين متشتتاً متخبطاً تضعف فيه المصداقية.
قد يكون البحث عن الإثارة والسرعة هو ما جعل متابعة الإعلام الإلكتروني التواصلي تتنامى¡ لكن لنعترف أن من يملك المصداقية واتخاذ القرار الصحيح بالنشر هو من يربح دائماً.. والأكيد أن الوكالات والصحف والقنوات الرصينة ما زالت تملك هذه الصفة¡ لذا سيبقون موجودين بعيداً عن أولئك الذين لا بأس لديهم إن عاشوا أزمة عدم مصداقية الخبر أو المعلومة.. فما يهمهم سوى أن يكونوا الأوائل.. ولذلك هم يبحثون عن المتابعين أكثر من الحقيقة.
ما نختم به: إن الصحف والقنوات لم تتنازل ولم تخنع¡ بل إنها اقتحمت العالم الإلكتروني لتدخل ميدان التسابق عبر النشر المباشر¡ في الوقت الذي لم تتخلى عن مصداقيتها وموثوقيتها¡ لذلك فمهما بلغت سطوة دكاكين تويتر إلا أن الإعلام الرصين هو من سيكسب في النهاية.




http://www.alriyadh.com/1856918]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]