فكرة المؤتمرات الصحفية الدورية للمسؤولين التي وجه بها ولي العهد لمناقشة مستجدات أعمال الحكومة وتفعيل قنوات التواصل مع الفئات كافة¡ والإجابة على الاستفسارات والأسئلة. هذه الفكرة توجه إداري رائع ومهم جداً في بناء علاقة شفافة بين الأجهزة العامة والمستفيد من خدماتها.
يرى معالي وزير التجارة¡ وزير الإعلام المكلف الأستاذ ماجد القصبي - وهو محق في ذلك - أن هذا التوجه يمثل انطلاقة حقيقية لتأسيس نهج جديد للتواصل الحكومي الفعال بين المسؤول والمواطن.
نعم¡ هذا التواصل مبدأ إداري مهم¡ وهو أيضاً ترجمة فعلية لإحدى القيم الأساسية وهي قيمة الشفافيةº لأن هذه المؤتمرات لن تكون نشرة إخبارية فقط ولكنها سوف تتيح المجال للأسئلة. هذا التواصل الدوري يتضمن إيجابيات كثيرة منها تقديم معلومات موثوقة من مصدر مسؤول وعدم إتاحة الفرصة للشائعات أو نقل أخبار ومعلومات ناقصة أو ذات صياغة غامضة وخاصة في الظروف الاستثنائية. وهذا التواصل لا يلغي دور المتحدث الرسمي الذي يتسم بأنه حالة مستمرة في التواصل مع المجتمع. أما تواصل المسؤول الأول ففي الغالب سيكون التركيز على القضايا الاستراتيجية.
إن ضخامة المشروع التنموي للمملكة وطموحاتها العالية في المجالات المختلفة ومبادراتها القيادية وآخرها استضافة وتنظيم قمة العشرين¡ كل ذلك يتطلب تعزيز قنوات التواصل بين القطاعات المختلفة والمجتمع¡ كما أن حدثاً مهماً مثل قمة العشرين يستحق ليس التواصل فقط وإنما التوثيق الإعلامي بمعايير جودة عالية.
إن فكرة المؤتمرات الصحفية تختلف عن التقارير الدورية المكتوبة¡ لأنها لقاء مباشر يفتح المجال للأسئلة وهذه فرصة متاحة لوسائل الإعلام المختلفة. في هذا التواصل لن يكون التنافس كما كان سابقاً في تحقيق السبق الصحفي ولكن في نوعية الأسئلة المطروحة. وفي ذلك تحفيز للإعلاميين على القراءة والتحضير. لن يكون دور الإعلامي نقل الخبر أو المعلومة فقط وصياغتهما بطريقة تقليدية¡ لكن الدور سيتجاوز ذلك إلى دور تحليلي. وأعتقد أن هذا مجال للتدريب وخاصة للإعلاميين الذين في بداية مشوارهم الإعلامي¡ التدريب لتنمية مهارات الاتصال¡ ومهارة طرح الأسئلة¡ وإعداد التقارير التحليلية¡ وتغطية المؤتمرات الصحفية بصياغة علمية وليس خبرية.




http://www.alriyadh.com/1856919]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]