فرضت جائحة كورونا على العالم - كل العالم - منذ ما يقارب التسعة أشهر.. الانزواء بحضوره ما استطاع¡ والانعزال عن عناق تفاصيله الحياتية التي اعتاد عليها¡ فظهرت بالتالي قيمة التقنية التي كانت ترفًا وإهداراً للوقت كما كان يرى أكثرنا إلى ما قبل أعوام قليلة.
تلك التي كانت ترفًا باتت اليوم المخرج الوحيد من هذه العزلة وإن صرنا على بوابة الخروج منها مع هذه الأنباء المبهجة التي تتواتر توفير اللقاح الخاص بها مع أول العام الجديد كما تشير التباشير الإخبارية هنا وهناك¡ ولأن تلك الأشهر كانت مليئة بالاجتهادات التقنية الافتراضية لتعويض عجزنا عن الحضور فقد كشفت لنا بعض الممارسات الافتراضية التقنية عن جودة وقيمة تفوق بكثير الواقع الحضوري في كثير من الأنشطة الثقافية التي ظلت سنين عديدة تشكو من هجر الجمهور لفعالياتها والانصراف عنها..
فقد تسنّى لي على سبيل المثال المشاركة في أمسيتين شعريتين عبر تطبيق «زووم» كانت الأولى من تنظيم منصة أدب والثانية من تنظيم النادي الأدبي في محافظة الباحة¡ وفي كلتا الأمسيتين كان الحضور والتفاعل والمتابعة يفوق بكثير ما اعتدت عليه في أمسيات «محلية» مشابهة كنت قد شاركت فيها طوال ربع قرن مضى وفي مناطق متعددة¡ مما يعني أن تفعيل الحضور الافتراضي للأمسيات حلا جوهريا لانصراف الجمهور عنها¡ ولعلنا غدًا نعود إلى اللقاء المباشر في أنشطتنا وعلينا حينها أن نستذكر هذه التجربة الثرية وأن نزاوج بين الواقع والافتراض¡ فنستمرّ ببث فعالياتنا تقنيا مع توسيع دائرة الحضور من خلال استئجار مساحات أكبر للبث تتسع لأكثر عدد ممكن من المهتمين...
فاصلة:
دقائقنا ما انتهى حزننا
وابتدأنا
نعدُّ إلى الغيب .. مأدبة من خيال..
هنا نترك العمر خلف الحديقة يلعب
بالظل
في شرفة للقصيدة نترك شعر الحقيقة للريح
وما بين هذي الروفوف سنترك أسماءنا للسؤال..
أليس الهوى فضله أن نجنَّ
وأعذبه غاية لا تطال
جننت بها
أطعمتني الغواية.. إذ جاءت الأرض مثلي اعتزالا
وجئت الظنون احتمالًا
وصرنا المحال!




http://www.alriyadh.com/1857008]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]