لقد أحدثت الرؤية تغييرات إيجابية في البنية الاجتماعية والاقتصادية والحضارية وكانت قرارًا واعيًا أحدث تغيرًا نوعيًا في الأفكار والرؤى والإرادات وأتاحت للحياة أن تتدفق بانسياب ولكل فكرة أن تأخذ مداها للتطلع لما هو أحدث منها في احتفاء أبدي بالحياة مستهدفة وضع المجتمع في مصاف أرقى المجتمعات الإنسانية..
لكل مرحلة زمنية خصائصها وأفكارها ومصالحها وتطلعاتها وجيلها فطبيعة المجتمعات الإنسانية في تبدل وتغير دائم.
فتاريخ أي مجتمع ينظر إليه على أنه جزء من تاريخ المجتمعات الإنسانية فعندما نقف على واقع المجتمع اليوم ندرك حجم النقلة النوعية التي أحدثتها الرؤية كمنصة إشعاع حضاري¡ فقد خلقت انسجامًا وتجانسًا وتفاعلًا خلاقًا ما بين قيم الانتماء الديني والوطني وقيم الانفتاح الإنساني.
فقد كانت العزيمة والإرادة التي وضعتنا على الطريق الصحيح لنعيش الحياة طبقًا لقيمنا ونكون على ثقة بنتائج أفعالنا وتجاربنا لنبقى في ارتقاء دائم.
وربما يمر المؤرخون الاجتماعيون اليوم على حركة التحول الحضاري التي نشهدها اليوم مرورًا عابرًا في الوقت الذي يجب أن تحظى فيه بمزيد من اهتمام الباحثين في علم الاجتماع الحضاري إذ إنها بداية مهمة لتحول حضاري فريد في التاريخ السعودي الحديث سواء على صعيد بناء المجتمع أو التحولات الحضارية والإنسانية.
فقد كانت الرؤية نقلة نوعية ونهجًا رصينًا لحركة تحول حضاري في التاريخ السعودي الحديث.
فقد كانت الرؤية عنصرًا من عناصر الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والحضاري وهذا ما يبرهن على انسجام الرؤية مع واقع ومجريات الحياة فقد كانت بمثابة الحقل حيث أنبتت الأفكار الجديدة وقدمت تصورًا صادقًا وحقيقيًا للحياة الفاعلة فقد كانت الكلمة المفتاح للغد ووقفة ينظر فيها الوطن وراءه ليعرف أي مسافة قطع ثم ينظر أمامه ليرى كم بقي من الشوط.
ولذلك اختزلنا في أعوام قصيرة ما استغرق الحضارة الحديثة التي سبقتها أعوامًا طويلة.
هذه النقلة النوعية التاريخية أحدثت تمدنًا وتحولًا اجتماعيًا واقتصاديًا وحضاريًا باهرًا وتجاوزت حجم الإنجاز إلى حجم الطموح.
وهنا تتجلى قدرة وجدارة الرؤية التي أكدت سلامة وجهتنا الحضارية وأعادت صياغة المجتمع من جديد على أسس حضارية وإنسانية ونقلتنا إلى آفاق القرن الواحد والعشرين.
ولذلك جاءت الرؤية في أوانها لترسم لنا واقعًا جديدًا وتقدم لنا مفهومًا جديدًا للإنسان الجديد والمفكر والمتطور والفعال فدواعي التنوع لدينا كثيرة وقوية وما علينا فعله هو مجاراة الحياة الفاعلة.
حقًا لقد تجاوزنا الواقع وبدأنا نركز على ما يحدث بعده ففي ظل هذا الوضع الحضاري الجديد انتقلنا من الدولة التي تسعى إلى التطور إلى الدولة التي تصنع التطور.
فالتحولات التي حدثت في الواقع ميلاد جديد لقصة جديدة قصة القرن الواحد والعشرين الذي دققنا أبوابه ليس منذ بعيد وفتحت على مصراعيها تتحرك دواخلها بحركة القرن الواحد والعشرين وتكنولوجيا القرن الواحد والعشرين يحركها إنسان القرن الواحد والعشرين.
وقصة الآفاق الجديدة والتقدم العلمي والتطور التقني لنعلن للعالم أننا نرتاد حقول العلم والوعي لنخرج للعالم بالجديد.
وقصة اختزالنا -في أعوام قليلة- ما استغرق الحضارة الحديثة التي سبقتنا أعوامًا طويلة.
وقصة دخولنا دنيا العلم والتكنولوجيا.
ذلك أنه لم تعد هنالك حواجز أو حدود أو سدود تستطيع أن تجهض طموحاتنا فكل الإنجازات التي كانت في مستوى الأحلام في أمس قريب صارت اليوم في متناول اليد.
وقصة التأصيل تأصيل تجربة العلم وجعله ممارسة يومية تؤخذ مبادرة لا تقليدًا أو محاكاة.
هذه القصة يرويها الجيل الجديد في مختبرات ومكتبات ومدرجات جامعاتنا في مصانعنا في ورشنا الهندسية في مستشفياتنا في ملاعبنا الرياضة في عالم الكمبيوتر وحضارتنا المعرفية.
لقد أحدثت الرؤية تغييرات إيجابية في البنية الاجتماعية والاقتصادية والحضارية وكانت قرارًا واعيًا أحدث تغيرًا نوعيًا في الأفكار والرؤى والإرادات وأتاحت للحياة أن تتدفق بانسياب ولكل فكرة أن تأخذ مداها للتطلع لما هو أحدث منها في احتفاء أبدي بالحياة مستهدفة وضع المجتمع في مصاف أرقى المجتمعات الإنسانية.




http://www.alriyadh.com/1863808]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]