يكون الفساد في الأبحاث الطبية والعلمية بأن يجريها مساعد باحث أو فني متعاقد¡ بينما تحمل اسم أستاذ جامعي لم يشارك في إجراء البحث¡ وربما لا يعلم شيئاً يذكر عن البحث¡ ويكون الهدف من هذا الفساد هو الحصول على ترقية في سلم أعضاء هيئة التدريس أو أن يكون طبيباً أو صيدلانياً¡ ويستغل البحث في الحصول على بدل تميز.
في كل الأحوال فإن الأمر خطير جداً¡ لأنه بالإضافة إلى حصول الشخص على درجة غير مستحقة في السلم أو بدل تميز غير مستحق¡ وارتفاعه درجات عن أقرانه وزملائه المنضبطين الصالحين¡ أو حصوله على بدل تميز غير مستحق يميزه عن زميل نظامي مخلص صادق¡ فإن الخطورة الكبرى على الوطن تكمن في نشر أبحاث غير صحيحة ومفبركة وتم العبث في نتائجها نظراً لعدم أمانة الباحث الحقيقي وبحثه عن رضا الأستاذ أو الطبيب أو الصيدلي المواطن الذي هو في الغالب يتحكم في مصير الفني المتعاقد كونه رئيسه أو نائب الرئيس أو الرئيس المتوقع وصاحب النفوذ مستقبلاً.
هذا النوع من الفساد يحدث كثيراً في الجامعات والمستشفيات ومراكز الأبحاث¡ حتى أنني أذكر أن لكل عضو هيئة تدريس من هؤلاء المخالفين فنياً أو مساعداً خاصاً به (محسوب عليه) وكأنه كفيله وليست الجامعة¡ وكان ذلك أمراً شبه معلوم ومتعارف عليه بأن ذلك الفني من يقوم بأبحاث ذلك الأستاذ ويلازمه وكأنه سائقه الخاص.
لا اعتراض إطلاقاً على وجود مساعد باحث يقوم بدور المساعدة الفنية كتحضير محاليل أو جمع عناصر بحث¡ لكن أن يتولى المساعد كل مفاصل البحث وتفاصيل إجراءاته وتحليل نتائجه وتحويرها لتتحيز لرغبة الباحث ومن ثم نشرها¡ فإن في ذلك خطورة بالغة على الوطن والمجتمع لأنه سيعتمد على أبحاث غير صحيحة ونتائج وهمية مخادعة¡ هذا خلاف شيوع نوع من أنواع الفساد العلمي الذي لا يقل خطورة عن الفساد المالي.
الجانب الآخر المسيء للأبحاث¡ والذي يجب إيقافه¡ كوننا في الطريق إلى مكانة عالمية مرموقة نستحقها¡ هو وضع الرجل المناسب في المكان المناسب في مراكز الأبحاث¡ خاصة رئيس مركز الأبحاث ومساعديه ورؤساء الأقسام¡ فيجب أن يكون كل هؤلاء ممن لديهم التأهيل المناسب¡ والتجربة كباحث¡ والخبرة في أساسيات البحث العلمي والنشر العلمي¡ وحس الباحث وموهبته¡ وهذا لا يتوفر إلا في قلة من الأكاديميين الذين أفنوا أعمارهم في مجالات البحث بأنفسهم وبإخلاص وصدق.




http://www.alriyadh.com/1864450]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]