يشتكي بعض الموظفين من أسلوب بعض المديرين في إعطاء التوجيهات¡ وتكمن الشكوى في أن تلك التوجيهات تأتي بطريقة شفهية وهذه بحد ذاتها ليست السبب الجوهري للشكوى¡ المشكلة هي أن الموظف في بعض الحالات ينفذ ما طلب منه¡ وحين يرفعها لمديره تكون المفاجأة حين يقول المدير إن ما قام به الموظف ليس المطلوب¡ ولم تكن هذه توجيهاته.
ما الاحتمالات لتفسير ما حدث¿ هل كان الحديث الشفهي هو السبب¿ ألم يستخدم المدير وسيلة الاتصال المناسبة مثل المذكرة أو الإيميل¿ هل الموظف هو السبب لأنه لم يدون تلك التوجيهات¿ أم غير المدير رأيه ولا يريد أن يعترف بذلك فيلجأ إلى توجيه اللوم للموظف¿ أم تغيرت الظروف فغير المدير موقفه¡ وأيضاً لا يريد أن يظهر أمام الموظف بموقف ضعيف¿
عنصر الاتصال عنصر مهم جداً في العملية الإدارية وفي أي بيئة عمل¡ وقد يؤدي سوء الفهم إلى كوارث¡ والكوارث يعقبها عادة تبادل اللوم بدلاً من بحث الأسباب بطريقة موضوعية¡ قد يكون أحد أسباب سوء الفهم أن التواصل بين المدير والموظفين يأتي بأسلوب الأوامر وليس المشاركة.
حين تكون الثقة موجودة والصلاحيات كذلك¡ فإن القرارات التي يتخذها الموظف وإن لم تجد التأييد من الرئيس فإن الموظف يستحق الدعم وليس محاصرته في دائرة الخطأ¡ يفترض أن يكون التركيز على تقييم الأداء من أجل التطوير وليس البحث عن ثغرة لتوجيه النقد للشخص¡
هناك أهداف ومنجزات ومبادرات واتجاهات تتحول إلى سلوك¡ هذه الجوانب المهمة هي التي تؤخذ في الاعتبار عند تقييم الأداء¡ وليس الخطأ الناتج عن سوء الفهم أو عدم وضوح قنوات التواصل بين العاملين.
أسباب سوء الفهم كثيرة منها اللغة المستخدمة في التواصل¡ مثال ذلك حالة التواصل بين رئيس ومرؤوس يتحدثان لغة مختلفة وما يرافقها أحياناً من سوء فهم قد يكون سببه المرسل أو المستقبل¡ بعض الحالات لا تحتمل سوء التفاهم مثل حالة التواصل بين برج المراقبة وقائد الطائرة وهذه حالة تنظمها وتضبطها إجراءات دقيقة.
حالة سوء الفهم تحدث في حياة الناس اليومية¡ بين الوالدين وأبنائهم¡ بين المعلم وطلابه¡ بين المستشار والمستفيدين من خدماته¡ بين المدرب الرياضي وفريقه¡ بين الطبيب ومريضه¡ وغيرها من الحالات التي لا تحصى.
من المهم التذكير بأهمية الحالة النفسية للمرسل والمستقبل في عملية الاتصال¡ وأن نضبط ردود الأفعال على حالات سوء الفهم البسيطة¡ ونتدرب على السيطرة على الغضب¡ والتفكير في إيجاد حلول تمنع تكرار سوء الفهم.




http://www.alriyadh.com/1864451]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]