آفة الأعمال ليست التسويف فقطº بل البحث عن الكمال! الذي يؤدي إلى وأد الفكرة في مهدها¡ وعدم ظهور أي مرحلة أو جزء منها.
يقول الكاتب البريطاني "روب مور" في كتابه "ابدأ الآن وتحسّن لاحقاً" إنه درس شخصية ما يزيد على 500 مليونير¡ ووجد أن "الحسم" هو صفتهم المشتركة¡ وأنهم بارعون في اتخاذ قرارات سريعة واثقة¡ وكذلك قادرون على تغيير قراراتهم متى ما توجب ذلك.
من المثير للاهتمام أن "مور" نفسه وقع في فخ هذا التردد¡ فقد أمضى سنوات يفكر في تأليف كتابه! وفعل العديد من الأمور لتأجيل التأليف لكي ينتابه شعورٌ مؤقت من الأمان كما نفعل نحن دوماً! لكنه في النهاية يصاب بالإحباط والحنق كلما اقترب من المهلة النهائية للتأليف كما نشعر نحن أيضاً حينما لا نقترب من إنجاز ما نخطط له.
ليس لأننا فقط نلاحق سراب الكمال لا نتحرك قيد أنملةº بل لأننا لن نستطيع الاقتراب من هذا الكمال - الحُلم -¡ وننطلق ونحن لا نحدد لا الأهداف ولا مراحلها¡ ونحن نقف في انتظار اللحظة المناسبة التي لن تأتي¡ نتنقّل بين مهمة وأخرى¡ نخاف من اتخاذ القرار ومن تقلبات المستقبل¡ نخلط بين الانشغال والإنتاج والكفاءة¡ تؤثر آراء الآخرين بشدة على قراراتنا¡ نخجل من طلب المساعدة¡ وغيرها من الأسباب التي يمكن تجاوزها متى ما عقدت العزم على ذلك.
"مور" استعان بالحيل التي ذكرها في الفصل الرابع والثلاثين من كتابه لإنجاز كتابه نفسه! التي تستلزم أن تكون واعياً بذاتك¡ وصادقاً في معرفة ما تقوم به وظروف ذلك¡ فمن الحيل تقسيم رزنامة يومك وتخطيطه بناءً على الأوقات التي تكون فيها نشيطاً أو خاملاً¡ وتحديد الوقت الذي تحظى فيها بأعلى حالات التركيز¡ ثم حيلة معرفة ما يجعلك أنت في حالة تركيز كامل¿ كالقهوة أو الموسيقى أو حتى التمارين الرياضية الشاقة!
من أكثر الحيل نجاحاً: تحديد مواعيد نهائية قبل النهائية للإنجاز! عليك خداع نفسك بتصديق الموعد النهائي الأول¡ ونسيان أن هناك فسحة من الوقت! حتى تستطيع تجنّب الوقوع في حسرة فوات الموعد النهائي الحقيقي. بالإضافة إلى أسلوب المسابقات والتحديات مع الآخرين¡ وبالذات إن كنت من المولعين بالتنافس¡ أو رصد مكافآت لك وعقوبات عليك حتى تنجز ما ترغب في الوقت المحدد.
هناك أيضاً حيلة التصريح العلني بالهدف وموعده¡ مما يجعلك تحت ضغط تحقيق الهدف أمام الآخرين¡ رغم وجود دراسات أخرى ترى أن التصريح العلني قد يؤثر على الوصول إلى الهدف¡ لكن هذه الحيلة كما غيرها تعتمد على شخصيتك¡ وتحتاج تجربتهما وتقيمها كما الحيل الأخرى المتبقية في الكتاب¡ فبعضها سينجح معك¡ وبعضها قد لا يكون مناسباً لشخصيتك أو لبيئتك.
تذكر دوماً أنك لن تتذوق لذة النجاح دون أن تبدأ.. هكذا ببساطة لا بد أن تبدأ الآن.




http://www.alriyadh.com/1864454]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]