تظل السجلات الوطنية للأمراض والأوبئة الصحية أهم المصادر لجمع البيانات عن الأمراض من مختلف المنظمات الصحية بالقطاعين الحكومي والخاص¡ لتوفير قاعدة بيانات وطنية دقيقة متكاملة تُعنى برصد وإحصاء الأمراض الأكثر شيوعاً في البلاد¡ وكشف مدى انتشار المشكلات الصحية في المجتمع¡ والمخاطر المحتملة¡ واقتراح التدابير العلاجية والوقائية¡ وإصدار تقارير إحصائية دقيقه توضح أنماط الحالات المرضية وتوزيعها المناطق والمحافظات.**
لقد تم تحديد عدد من الأمراض ذات الأولوية القصوى لإنشاء سجلات صحية وطنية جديدة لها¡ أو تحسين ما هو قائم منها بالمركز الوطني للمعلومات الصحية والذي يتخذ من المجلس الصحي السعودي مقرا له¡ خلال الفترة الحالية والسنوات المقبلة¡ وهي: السكتة الدماغية¡ أمراض القلب¡ الأمراض الوراثية والتشوهات الخلقية¡ السكري¡ التوحد واضطرابات النمو¡ ذوو الإعاقة¡ الإعاقة السمعية¡ الأورام¡ الصحة العقلية¡ زراعة الأعضاء.**
والقضية الأبرز هنا أن هناك العديد من قواعد البيانات عن أمراض ومشكلات صحية كثيرة «مشتتة» في مراكز ومستشفيات متعددة¡ هذا «التبعثر» يجعل من الصعوبة بمكان إصدار تقارير موثوقة عن الأمراض¡ وتقديم رؤية علاجية شاملة¡ بل لن تكون الأبحاث الصادرة من مراكز بعينها عن مرض بعينه ذات صدقية¡ لعدم وجود إحصاء دقيق عن الأمراض¡ لوجود المعلومات في مراكز مختلفة¡ وكان الأولى أن تكون المعلومات في مركز واحد لتقديم رؤية شاملة ودراسات متكاملة. **
فلدينا السجل السعودي للمتبرعين بالخلايا الجذعية وسجل وطني لأمراض الكلى يتبعان لمركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية بالشؤون الصحية في وزارة الحرس الوطني¡ وهنا نتساءل حول انعزال هذه السجلات عن المركز الوطني للمعلومات الصحية والذي أقر من مجلس الوزراء الموقر منذ العام 1434 هـــ.**
ونتساءل أيضا.. ماذا بعد إطلاق رؤية المملكة 2030¡ واستراتيجيتها الداعية إلى الارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة للمواطن¡ والوصول بمتوسط العمر من 74 حالياً إلى 80 عاماً¡ وتقديم نموذج رعاية صحية جديد قائم على الإنسان¡ وتحويل الصحة من مفهوم العلاج إلى آفاق الوقاية الشاملة.**
إننا في حاجة لتفعيل دور المركز الوطني للمعلومات الصحية بشكل أكبر مما هو عليه اليوم ولمّ «شتات» جميع الأمراض وبياناتها¡ حتى يتيسر إجراء الدراسات¡ ودعم منظومة البحث العلمي¡ واتاحة المعلومة باللغتين الإنجليزية والعربية.. هذا إذا كنا نريد أن نجعل فلسفة الوقاية منهج عمل وحياة.




http://www.alriyadh.com/1864905]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]