مابرحت أفواه العالم فاغرة¡ بعد المفاجأة التي اكتسحته بفوز دونالد ترامب¡ أو الرئيس البرتقالي كما يسميه الناشطون في الولايات المتحدة.
ورغم إن هذه الدهشة على الغالب لامسوغ لها¡ لأن مجرد أن اختير هذا الرجل مرشحا جمهوريا¡ أصبح بصورة تلقائية احتمالية فوزه 50%¡ إلا أن ماضي الرجل وتصريحاته¡ وإطلالته المليارديرية من بين ناطحات السحاب¡ جعلت من ظهوره طوال حملته الانتخابية يأخذ طابع المزحة¡ لاسيما مع تكاتف الإعلام الأمريكي للوقوف ضده بشكل غير مسبوق.
وأعتقد إن جزءا كبيرا من دهشة العالم¡ يرجع إلى القلق من سؤال من يدير أمريكا¡ ومن يختار رؤساءها¿ ومن يدفع إلى واجهتها بأشخاص.. كمرشحين محتملين.
تخلخل ذلك المشهد الذي يعكس أمريكا الأريبة الحصيفة حيث بيوتات الخبرة و(التينك –تانك) و CIA وما هنالك من أهوال أفلام هوليود¡ وأصبح الجميع بحاجة إلى تفسير للتفسير.
الناشط والمخرج الأمريكي الشهير (مايكل مور) كتب الصيف الماضي مقالا تنبؤيا¡ لخص فيه خمسة أسباب ستقود ترامب للبيت الأبيض.
ومايكل مور ناشط أمريكي¡ ومخرج حاز على الأوسكار¡ يناهض السياسات الإمبريالية لوطنه¡ وتلك السياسات المالية التي تزيد الهوة الطبقية في الولايات المتحدة.
تميز مور بالجرأة والنقد المباشر¡ من أشهر أفلامه فهرنهايت 9/11¡ والذي انتقد فيه سياسات جورج بوش الابن¡ وطريقة إدارته لكارثة ضرب البرجين.
ويعتذر مايكل مور في بداية مقاله عن الأخبار السيئة التي سينقلها للقراء ويلخص الخمسة أسباب التي ستجعل من ترامب رئيسا محتملا بشدة:
اتفاقية النافتا (التجارة الحرة لشمال أمريكا) وأيضا التجارة عبر الأطلسي والتي تدعمها كلينتون بشدة¡ مما دمر اقتصاد الولايات الصناعية بالغرب الأوسط الأعلى في أمريكا¡ لذا عندما وقف ترامب أثناء حملته الانتخابية وفي خلفيته صورة لمصنع فورد مهدد بالإغلاق¡ مؤكدا بأنه سيفرض ضرائب 35% على أي سيارة قادمة من الخارج¡ فأنه طمأن مخاوف الصُناع¡ وأجج العنفوان الوطني القومي الأمريكي¡ ليصوت له.

ما اسماه الفرصة الأخيرة للرجل الأبيض الغاضب¡ ظل الرجل الأبيض يهيمن طوال 240 سنة على الإدارة الأمريكية¡ فإن حضور امرأة تعبث بهذه الطمأنينة¡ يعتبر مزعجا له.

-أمر يتعلق بشخصية هيلاري كلينتون نفسها¡ فمور يجدها مكروهة وبرجماتية¡ كونها تستعمل أي سبيل للوصول إلى أهدافها.
-الأصوات التي ستصوت لهيلاري أصوات محبطة¡ وشتات من أصوات مرشحين سابقين¡ على العكس من مرشحي ترامب المتحمسين¡ والذين لن يكتفوا بالتصويت¡ بل سيحثون سواهم عليه.
-هناك من سيصوت أملا بأن تصنع شخصية ترامب المضطربة غير السوية¡ زلزلة لمؤسسة الحكم في أمريكا والتي لم تقدم لناخبيها الكثير من الحقوق.
المفارقة إن نبؤة مور تحققت¡ ودخل ترامب البيت الأبيض¡ وباقي الآن على العالم أن يحبس أنفاسه في ظلمة القاعة¡ ويترقب عرض الفيلم.




إضغط هنا لقراءة المزيد...