أكثر من عام ونصف مرّ على تغيير النظام الأساسي للاتحاد السعودي لكرة القدم والذي أعيد فيه تشكيل الجمعية العمومية وحصص كل كيان فيها¡ وطوال تلك المدة لم تُسمع أية اعتراضات ممن نراهم يتباكون اليوم على النظام الأساسي ويصورون للشارع الرياضي بأن دخول المرشح لرئاسة الاتحاد السعودي الدكتور عادل عزت فيه انتهاك للنظام وتجاوز على القانون¡ وهو ما يكشف حقيقة تلك الهجمة وأنها لا تعدو لعبة مصالح لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالمبادئ.
ما يعريهم أكثر أن بكائياتهم التي يضج بها الفضاء اليوم لدخول مرشح عن اللجنة الأولمبية لم نكن نسمعها حينما ترشح أحمد عيد في الانتخابات السابقة ممثلاً عن اللجنة الأولمبية واستطاع الفوز بالرئاسة مدعوماً من اللجنة دعماً لوجستياً واضحاً¡ عدا عن دعمه بثمانية أصوات تمثلت في ثلاثة أصوات هي ملك اللجنة نفسها¡ وخمسة أصوات تملكها رابطة المحترفين التي كان يرأسها محمد النويصر الذي فاز بمنصب النائب بالتزكية¡ بل على العكس تماماً فقد تحالفوا جميعهم خدمة لذلك المشروع في مقابل خالد المعمر¡ بل إنهم اعتبروا دخول عيد لسباق الانتخابات كمرشح عن اللجنة الأولمبية دليل على ثقة المؤسسة الرياضية به.
الأعظم من ذلك أن سهامهم الحادة التي صوبت باتجاه النظام الأساسي لم تخرج من جعبتها يوم أن أطاح نفس النظام بخالد المعمر والمجموعة المعارضة لاتحاد احمد عيد¡ بل هناك من احتفى بالإطاحة بهم واعتبروا ذلك انتصاراً لعيد وللنزاهة¡ في وقت يطعنون اليوم في ذات النظام الذي حمل عزت كمرشح شرعي لانتخابات الاتحاد.
هذا التباين الفاضح في المواقف والانقلاب الفاشل على القناعات يكشف أن مبادئهم تتغير بتغير المصلحة وتتجزأ بحسب الطرف المستفيد والمتضرر¡ وهو ما لا يعتبر سقوطاً مهنيا وحسب بل سقوطاً أخلاقياً¡ خصوصاً وأنهم يسعون بذلك ليس لتحصيل «فوائدهم» من هذا التقلب المعيب بل وتشويه الطرف المقابل¡ فضلاً عن عملهم على استغفال الرأي العام واختطاف موقفه عبر تلك الأساليب الرخيصة التي تنبذها كل الأعراف وأولها شرف المهنة.




إضغط هنا لقراءة المزيد...