عجلة الحظ لا يدفعها إلا العمل (فرانسيس بيكون).
لسوء الحظ غالباً ما تعطينا الحياة دلائل ومفاتيح غامضة شأنها شأن الألغاز, من أجل أن نتبع نهجاً معيناً في تصرفاتنا, ومن أجل أن تكون قراراتنا سليمة غير محفوفة بالمخاطر, والتفكير العميق بكل خطوة نخطوها تتطلب أن يكون لدينا معطيات من أجل أن نتنبأ بمستقبل قراراتنا. يقول الروائي البريطاني John Gals Worthy: "إنك إذا لم تفكر في المستقبل فلن يكون لك" ومن هذا المنطلق إن الحاضر والمستقبل والماضي لا يختلفون في مستوى الأهمية, فالتعمق في الماضي للبحث فيه ومعرفة طرق النجاح التي سلكناها وتحليل الفشل الذي مرّ بنا يجب أن يكون تغذية عكسية راجعة لتعديل مسارنا وهو مطلب من أجل التعامل مع الحاضر ليتّحد الماضي والحاضر لاستشراف المستقبل, والبحث عن النجاح هو شيء مستقبلي يجب الاستعداد له وكما يقول (وارين واغر): "إذا وقف الفرد في منتصف النهر ونظر إلى الخلف فإنه يرى الماضي, وفي تطلعه للأمام فإنه يرى المستقبل رغم أنه يقف في نفس النهر". إننا لا نملك أدوات وعصا سحرية لتغيير الماضي ومن المحال تغييره, ولكننا نستطيع إحداث التغيير في المستقبل الذي لم يحدث بعد, في محاولة منا للإمساك بالزمن القادم, والتغيير قد يكون جزئيا أو قد يكون شاملا وهذا ينطبق على "رؤية المملكة 2030" وهي رؤية عظيمة وطموحة لو تم فعلاً تطبيقها على أرض الواقع, هي قابلة جداً للتطبيق وستحل مشاكل كثيرة كانت تجرها المملكة خلفها, والآن آن الأوان لمواجهة كل ما يعترض طريقنا للحاق بركب العالم المتقدم, وملامح الرؤية تدعو للتفاؤل وتدق ناقوس العمل, حيث إنها ستخلف ثقافات وقيما ينتهجها المواطن والعامل مثل ثقافة العمل, وثقافة التنظيم, وثقافة العمل الجماعي, وثقافة الالتزام, وثقافة الصدق والنزاهة والشفافية في العمل, هذه القيم ستبني مجتمعا منتجا, بعيداً عن كونه تكلفة وعبئا, وهذه الرؤية تؤكد لنا أنه من السهولة بمكان التعامل مع المستقبل وتغييره بشرط أن نخرج من صندوق واقعنا المصاب بالترهل والتثبيط والكسل والعجز والفساد والمطوقة بأعاصير من الرتابة والروتين والتكرار, وفي مجتمعنا مازلنا نجابه العديد من التحديات التي قد تعوق مسيرتنا نحو رحلة المستقبل ولكن مع "رؤية المملكة 2030", سيكون هناك مساحة من التغيير والوعي المتحصل نتيجة للإيمان بماذا نطمح من هذا التغيير بشرط وجود الإرادة الجادة.




إضغط هنا لقراءة المزيد...