يستمع للكثير من المحاضرات التحفيزية, يشارك في معظم وسوم الاتصال الاجتماعي, لا يترك شاردة ولا واردة إلا أدلى بدلوه فيها, بل ويقدم النصائح الاجتماعية والتوجيهات الإدراية, ناهيك عن الاستشارات التجارية للمستثمرين الشبابº ولكن!
ولكن هنا بيت القصيد, رغم كل هذا الاهتمام لا يزال في النهاية واقفاً في مكانه, متفرجاً على الجميع, سواءً من يتقدم إلى الأمام أو حتى من يتراجع إلى الخلف, رغم أنه بوقوفه في مكانه فكأنما يتققهر إلى الوراء, لأن الآخرين إلى الأمام يتوجهون, تلكم هي مشكلة الكثيرين ممن يعرفون درب النجاح, ويدركون وصفة الإنجاز, لكنهم لا يفعلون شيئاً, فقط يتجمدون في دائرة اهتمامهم, ولا تعرف أهو بسبب الكسل¿ أم الخوف من التغيير¿ أو عدم رغبة الخروج من منطقة راحته.
أن تبقى متفرجاً بلا أي حركة نحو التغيير فذلك حكمٌ ظالم على إمكاناتك ومواهبك كإنسان, وأن تحرم نفسك لذة النجاح ومتعة الصعود, والمصيبة هنا أنك أول من يؤمن أن النجاح يحتاج شجاعة الإقدام والقفز نحو الأمام, وليس البقاء متفرجاً على ما يفعله الآخرون, كما فعل الملياردير اليوناني الأصل: "أرتيسول أوناسيس" وهو أحد أغنى أغنياء العالم, حينما انطلق في عالم التجارة فقط لأنه لم يرغب أن يبقى مستمعاً لمكالمات رجال الأعمال حينما كان يعمل في شركة الهاتف البريطانية في "بوينس آيرس" الأرجنتين, اكتسب المعلومات العلنية والخفية وانطلق يلاحق حلمه نحو المليارات. أو الشاب الأميركي "جاك دورسي", الذي ظل يلاحق حلمه بفكرة مشاركة الرسائل القصيرة مع الأصدقاء, ولم يبق متفرجاً يتغزل بفكرته الجامحة, حتى استطاع بعد سنوات من تجاوز رهاب فشل التجارب المتتالية, ولم يجعلها حجر عثرة أمام خوضه تجارب أن يطلق "تويتر", ويحقق فيه النجاح الأعظم.
بالتأكيد إن لكل منا حلماً أو فكرة يتمنى رؤيتها على أرض الواقع, فكيف يمكن أن تحققها وأنت تقف متفرجاً تشاهد الآخرين يتجاوزونك, عزيزي.. لن تحقق أمنيتك دون أن تتحرك ودون أن تتغلب على حذرك من التغيير والانتقال نحو دائرة التعلّم, فكن كما قال "أبو القاسم الشابي": "إذَا مَا رمحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ = رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر", فالتشجع نحو الإقدام يساعدك على تجاوز الصعاب مهما كانت صعبة, وقد يقودك إلى شيء لم تكن تفكر بها, فيمسي تعثّرك في مرحلة ما هو مدخلك لما قد يغير مستقبل حياتك, ودعني أصدقك القول إن استمررت بالخوف من الحركة نحو الأمامº سوف يكون هذا "الخوف" هو الحائط الذي تتكسر عليه آمالك وآحلامك, ولا أسوأ وأكثر يأساً –يا صديقي- من أن تعيش بقية عمرك متفرجاً ومعلقاً على آمال وأحلام الآخرين فقط.




إضغط هنا لقراءة المزيد...