العلاقات السعودية - اللبنانية علاقات مهمة في ظل الظرف العربي الراهن¡ وقبل ذلك الظرف¡ علاقات دائماً ما كانت تشهد شداً وجذباً عطفاً على ظروف المراحل المتعددة التي مرت بها¡ في الإجمال كانت علاقات مهمة للطرفين خاصة أن المملكة هي من تصدر المشهد وأخذ بزمام المبادرة لإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية بعقد مؤتمر الطائف¡ حيث عقد اجتماع استثنائي لمجلس النواب اللبناني في الطائف وتم إقرار وثيقة الوفاق الوطني اللبناني المعروفة باسم (اتفاق الطائف)¡ التي أكدت هوية لبنان العربية وجاءت بعدد من الإصلاحات في النظام السياسي اللبناني¡ وصُدِّق الاتفاق في جلسة مجلس النواب اللبناني بتاريخ 5 نوفمبر 1989¡ وهو الذي أصبح فيما بعد بتاريخ 21 سبتمبر 1990 دستورًا جديدًا للجمهورية اللبنانية¡ هذا عدا عن الدعم المستمر سياسياً واقتصادياً.
في الفترة الأخيرة كان للمملكة دور فاعل في التوافق اللبناني الذي أدى إلى اختيار العماد ميشال عون رئيساً بعد فراغ رئاسي استمر لحوالي السنتين¡ عجز فيهما الساسة اللبنانيون على مختلف انتماءاتهم الحزبية عن اختيار رئيس في حالة دستورية قد تكون غير مسبوقة في العالم العربي.
الأن المملكة تقف إلى جانب لبنان مجدداً ليعود عضواً فاعلاً إلى حاضنته العربية التي جرت محاولات لإبعاده عنها بإدخاله في مسارات مخالفة لانتمائه ولا تتوافق مع مصالحه العلياº بل تتعدى ذلك إلى إبعاده عن محيطه العربي.
زيارة الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين أمير منطقة مكة المكرمة إلى لبنان تأتي في إطار عودة لبنان من أوسع الأبواب إلى واقعه الذي يفترض أن يكون فيه¡ المصالح اللبنانية تحتم أن يلعب لبنان دوره المناط به في المنظومة السياسية والاقتصادية العربية¡ وأن يخرج من عنق الزجاجة باتجاه تكامل سياسي اقتصادي عربي فاعل يعيد إليه توهجه الذي فُقد في السنوات الأخيرة نتيجة لمحاولة الاختطاف التي تعرض لها¡ وكادت أن تعصف به.




إضغط هنا لقراءة المزيد...