المرأة وحدها هي التي علمتني ما هي المرأة. "رديارد كبلنج"
لازال الحديث عن المرأة يشغل الجميع¡ ولازالت هي المتصدّرة أحاديث المجالس¡ حاولت أن انفذ إلى سبب تضخيم الحديث عنها بهذا الشكل¡ فاستعرضت موقف العديد من المفكرين والفلاسفة الغربيين تجاه المرأة حيث ذكر "د.إبراهيم الناصر" إن (أفلاطون) صنف المرأة في العديد من كتبه ومحاوراته مع العبيد والأشرار ومع المخبولين والمرضى¡ إلى (ديكارت) من خلال فلسفته الثنائية التي تقوم على العقل والمادة: فيربط العقل بالذكر ويربط المادة بالمرأة¡ والفيلسوف (كانط) احد أدباء الفلسفة الغربية: يصف المرأة بأنها ضعيفة في كافة الاتجاهات بالذات في قدراتها العقلية¡ كذلك فيلسوف الثورة الفرنسية (جان جاك رسو) يقول: إن المرأة وجدت من أجل الجنس¡ ومن أجل الإنجاب فقط إلى (فرويد) اليهودي رائد مدرسة التحليل النفسي وموقفه المعروف من المرأة الذي يتضمن أن المرأة جنس ناقص لا يمكن أن يصل إلى الرجل أو أن تكون قريبة منه.
لا اعلم لماذا هذه الحديّة والعنصرية..! تقلقني التفسيرات التي لا تنتهي عن المرأة وكأنها قادمة من كوكب آخر¡ من هي المرأة التي تصنفونها وتتحدثون عنها أليست هي أمي وأختي وأنا وصديقتي¿ ألسنا نساء ولا يستطيع أن يتفهمنا إلا نساء مثلنا¿ لو حاولت امرأة أن تفسر الرجل وتحلل سلوكه وتصنفه كما تصنف المرأة التي هي أخت الشيطان عند البعض¡ سوف تقوم عليها قيامة الذكور¡ وتُصب عليها لعنات حمراء جهنمية¡ وسوف تكون امرأة خارجة عن قانون المجتمع. لتصبح هذه المرأة نائية عن ساحات الرجل¡ والمرأة التابعة له حد الفجيعة¡ إلا في حالة رجوعها إلى صوابها بعدم الحديث عن الرجل "الفكرة" وتقبله بكل مافيه. فبعض الرجال لدينا كما تقول (غادة السمان) رجعي السلوك¡ تقدمي العبارات والشعارات.
إلا أن الملاحظ أن هناك تجييشا في مجتمعاتنا العربية ضد المرأة¡ وكأن عجلة الزمن بدأت تدور للخلف لعصر الحريم¡ لعصر الخضوع للرجل بطريقة لا إنسانية¡ خالية من أي حقوق للمرأة الشيء¡ فتشييؤ المرأة¡ وسلبها حقوقها من قبل أخيها العظيم الرجل¡ يزيد من كسوراتها¡ ويجعلها تعيش الحداد على نفسه¡ا فهي تعيش التناقض المحكم¡ إلا إنها تريد أن تنفلت من الدائرة التي أحيطت بها كالمحارة¡ دائرة التخلف والعبودية.
في النهاية اذكر حادثة قرأتها عن الرسام بيكاسو حيث انه رسم لوحته "غرنيكا" مصورا فيها خراب تلك المدينة على أيدي فاشيين¡ فجاء من يسأله أنت الذي فعلت هذا¿ فرد عليهم جوابه الشهير بل أنتم.




إضغط هنا لقراءة المزيد...