على الرغم من القناعة بنجاح خدمة وتطبيق "940 بأمانة منطقة الرياض" ومن واقع تجارب سابقة بسرعة التواصل وإيصال بلاغاتنا والتفاعل اللحظي معها وباهتمام كبير بدقة التنفيذ وتلافي الملاحظات¡ إلا أنه وبعد سنوات من تشغيل التطبيق وزيادة عدد تحميل التطبيق على الأجهزة¡ بدأت تظهر بوادر تحول التطبيق من خدمة محفزة للمستفيدين من خدمات الأمانة لرفع مستوى أداء العمل والرقابة إلى عبء يومي على موظفي الأمانة بسبب تزايد عدد البلاغات وربما نقص المختصين وكفاءة العاملين باستقبال البلاغات مما أثر على جودة الخدمة بإغلاق البلاغ قبل تنفيذ المطلوب وتلافي الملاحظات¡ باستثناء مايتعلق بالملاحظات على النظافة التي مازلت ألمس اهتماما من الجهة التي يحال إليها البلاغ!.
فالتطبيقات الذكية التي تطلقها جهاتنا تمثل إنجازا يستحق التقدير لما تقدمه من خدمات تقنية راقية نجحت في تسهيل وتسريع وسائل التواصل مع المستفيدين من خدمات الجهة الحكومية¡ وقد عزز ذلك لدى بعض الجهات بسرعة تجاوبها مع البلاغات لنتحول جميعا لمراقبين ميدانيين للجهة مما ساهم في نجاحها على الرغم من محدودية عدد مفتشيها ومراقبيها! إلا أن بعض الجهات تعطي أهمية كبرى لإعداد التطبيق وحفل تدشينه ورفع نقاط التقييم بالتعاملات الإلكترونية¡ ثم مع مرور الوقت ينخفض الاهتمام بالجانب التشغيلي ومايترتب على تدشين هذه الخدمة¡ مع انه متوقع مسبقا ارتفاع حجم العمل بعد إطلاق مثل تلك الخدمات! فقبل عدة أشهر استخدمت التطبيق في الإبلاغ عن عدم وجود غطاء لخزان مياه لعمارة على الطريق الدائري بها محلات تجارية وفتحة الخزان أمام المحلات والمواقف بشكل خطر على الأطفال والمارة¡ وقد أرفقت الصورة وعبر خريطة الموقع¡ والحقيقة أنني لاحظت اهتماما بذلك ولكن مع أن البلاغ متكامل فقد تلقيت اتصالات من مقيم عربي "يظهر أنه تابع لشركة" يرغب في وصف الموقع وعندما أبلغته بأن البلاغ يتضمن خريطة الموقع بدقة¡ ذكر لي بأنه تلقى فقط اتصالا هاتفيا للتنسيق معي بشأن البلاغ! وبعد الوصف له بموقع الخزان تلقيت اتصالا آخر من عامل آسيوي يستفسر عن الموقع! ومع أن العمل نُفذ بنفس اليوم وتم تركيب الغطاء إلا أنه أليس من المفترض تزويد الجهة المنفذة بالأمانة برابط أو بمعلومة عن البلاغ بشكل متكامل بدلا من إشغال مقدم البلاغ باتصالات ووصف متكرر للموقع¿! فما الفائدة من تضمين البلاغ بالخريطة مادام أنها لن ترسل للجهة المنفذة! فالبعض يرى أنه يكتفي بالإبلاغ بملاحظاته وفق التطبيق بوضوح وليس من حق الأمانة تزويد عمال وأجانب بأرقام هاتفه لإشغاله وقد تكون الشكوى عليهم!.
وخلال الأسبوع الماضي شاهدت ليلا عددا من القلابات ترمي مخلفات بأرض مجاورة لطريق الملك سلمان من الشمال غرب التقاطع مع طريق الملك فهد¡ "بموقع ضمن المواقع التي يلزم إبقاؤها نظيفة ومكشوفة تماما لمجاورتها لهذا الطريق الهام" وقد أبلغت 940 هاتفيا بذلك وقت تواجد الشاحنات وأيضا عبر التطبيق أرفقت صور لوحات بعض القلابات ولم أرى أي تفاعل مع إزالة المخلفات! بل إنني تلقيت رسالة نصية بعد يوم بتنفيذ طلبي! فتقدمت عبر التطبيق بشكوى على عدم التنفيذ¡ فتلقيت رسالة بتعذر تنفيذ الطلب حاليا! مع ملاحظة أنني وجدت بعد يومين أن هناك رمي إضافي للمخلفات بالأرض المقابلة وعلى نفس الطريق! الحقيقة لا أعلم ما هي المتغيرات التي تسببت في انخفاض مستوى التعامل مع البلاغات وهل يتم ذلك من قبل الأمانة أو جهة متعاقدة يستلزم الرقابة عليها وتقييم أداء تشغيل الخدمة! فليس المهم الاهتمام فقط بنجاح التطبيق تقنيا بل في كيفية تشغيله والاستفادة من خواصه والأهم التفاعل المطلوب مع الهدف الذي من أجله تم صرف الملايين لإطلاقه وتشغيله وخصوصا أنه قد يترتب على التفاعل مع ملاحظاتنا تحصيل الأمانة لمبالغ عليه بقيمة المخالفات!.




إضغط هنا لقراءة المزيد...