في العام 1945 تأسست منظمة الأمم المتحدة للمحافظة على السلم والأمن العالمي¡ لكنها تقف الآن وبعد أكثر من سبعين عاما من تأسيسها عاجزة عن تحقيق أي من تلك الأهداف.
ما من زاوية من هذا العالم إلا عاشت خلال تلك السنوات حالة من الحرب وعدم الاستقرار¡ حتى وإن سلمت من الحروب والدمار فإن هناك من يسعى الآن وتحت غطاء دولي من المماطلة وعدم الفعالية إلى تغيير استقرارها وإخضاعها لنوع جديد من الاستيطان المعدل وراثياً.
واليوم تبدو المنظمة الدولية عاجزة وبشكل شبه تام عن التعامل مع العديد من الأزمات الراهنة وعلى رأسها الأزمة السورية التي تعد بتداعياتها السياسية والإنسانية أكثر القضايا إلحاحا وإحراجا للمجتمع الدولي في العصر الحديث.
هذا المجتمع الذي ترك المدنيين في سوريا يواجهون جبروت الطيران الروسي وطواغيت الأسد ومليشياته بينما فشل في إيصال علبة دواء أو حتى كسرة خبز لعشرات الآلاف من الأطفال والنساء المحاصرين في حلب التي تحولت أحياؤها الشرقية بما فيها من مدارس ومستشفيات إلى ما يشبه المقابر الجماعية.
أي عدالة تلك التي تسمح لمن يساهم في قتل الشعب السوري أن يرفع حق النقض(الفيتو) في وجه أي تحرك لمحاسبة الأسد! وكيف لنحو مئتي دولة أن تستسلم لهذا النوع من الطغيان مهما كانت المصالح والحسابات.
يجب أن تدرك منظمة الأمم المتحدة بأنها تحولت إلى أداة تشرعن تجاوزات الدول العظمى خصوصاً تلك التي ورثت الفيتو بعد نهاية الحرب العالمية الثانية¡ وأن استمرارها في ممارسة هذا الدور سيجعل من إصلاحها مهمة مستحيلة مما يدعو إلى إيجاد بديل حقيقي يعيد الأمل في العدالة الدولية التي تفقد هيبتها مع كل غارة روسية في حلب.




إضغط هنا لقراءة المزيد...