انتهى منذ أيام مؤتمر الأدباء السعوديين الخامس¡ والمعروف أن من أهم ماتتميز به المؤتمرات واللقاءات ومن ضمنها هذا المؤتمر هو ذلك التجمع الجميل لأدباء ومثقفي المملكة من كافة أرجائها¡ رجالا ونساء¡ حيث يكون مقر اقامتهم ملتقى على هامش المؤتمر¡ فيتم التعارف والتقارب¡ وتبادل الآراء وتوزيع المؤلفات.
نتفق جميعاً بأن هذا أمر إيجابي¡ إضافة إلى النشاط العلمي المنبري وهو أساس المؤتمر¡ وفي هذا العام تم تكريم ثلاثة عشر شاعراً وشاعرة من الشعراء الذين أصدروا دواوينهم قبل 1400هـ ويعتبرون من الجيل الثاني الذي تلا جيل الرواد¡ فتفضلت وزارة الثقافة والإعلام ممثلة بمعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي بتسليم دروع التكريم في حفل الافتتاح¡ وقد لاحظت فرح وبهجة أولئك الشعراء بهذا التكريم.
بالطبع هذه خطوة ضمن خطوات كثيرة تقوم بها الوزارة لرعاية الأدباء والمثقفين في المملكة¡ وأعتقد أنها ستسعى أن يكون المؤتمر السادس متجاوزاً ومتميزاً أكثر من المؤتمرات السابقة¡ وهذا يدفعني لطرح هذا الراي وهو يختص بالتكريم والمكرمين¡ فنحن نعرف أن اللجنة العلمية بدأت أعمالها منذ عدة أشهر بوضع رؤية المؤتمر والشعار ومحاور أوراق العمل¡ واستقبلت ملخصات البحوث وتمت مراجعتها واختارت ما له علاقة بالمؤتمر¡ وكل ذلك جهد يشكرون عليه¡ وقد كنت أتمنى لو كانت هنالك لجنة موازية اهتمت بشريحة المكرمين¡ رصدت سيرهم كاملة في كتيبات توزع مجاناً مع نماذج من انتاجهم¡ إضافة إلى إعادة طباعة بعض كتبهم وتوزيعها وبيعها على حضور المؤتمر وبالذات الجيل الجديد¡ ويكون ذلك في جناح ضمن المعرض المصاحب للمؤتمر¡ وأنا أؤكد أن أغلب الجيل الجديد لم يقرأ أو يطلع على ديوان "عندما يسقط العراف" لأحمد الصالح (مسافر)¡ و "رسوم على الحائط" لسعد الحميدين¡ كمثال¡ وبقية دواوين الشعراء المكرمين.
إن أفضل تكريم لأي مبدع هو إضافة قارئ جديد لإبداعه¡ نحن لا نريد أن يكون الأدب السعودي مجرد رصد تاريخي دون نماذج لذلك الأدب تصل لمن يتابعه¡ فما الذي ستضيفه لنا محاضرة "مثلا" عن الأدب في الجزائر أو تقرأ دراسة عن الأدب¡ ونحن لم نقرأ ما أصدره بعض المبدعين في الجزائر¡ وما ينطبق على الجزائر التي طرحتها كمثال ينطبق أيضاً على المملكة العربية السعودية أو غيرها من الدول¡ فنحن عرفنا الأدب الجزائري من خلال قراءتنا لإبداع الطاهر وطار ورشيد بوجدرة وواسيني الأعرج وأحلام مستغانمي وعدد كبير من الشعراء¡ لذا أتمنى أن يعرفنا الجميع من خلال الإبداع وليس الدراسات عن الإبداع¡ أمر آخر وهو مهم¡ أن يعرف الجيل الجديد إبداع من سبقه من أجيال.
وأعتقد أن هذا المؤتمر قدم إشارة للجيل الجديد ليبحث ويتعرف على عطاء الأجيال السابقة الذين عاشوا ظروفاً لاتشبه مطلقاً ما يعيشونه الآن من سهولة للتواصل¡ وتعدد قنوات النشر والطباعة¡ ورصد لصدى النشر¡ وليكن المؤتمر وسيلة لتقوية عرى الترابط بين الأجيال الأدبية¡ فلقاء رجل قدير مثل زاهر الألمعي وتبادله الحديث مع شباب الأدب في مقر إقامة المشاركين¡ ونقاش المشاركين في الندوات إضافة جيدة للمشهد الثقافي في المملكة.
ليكن هذا المؤتمر وغيره من الفعاليات الثقافية التي يشارك بها أدباء المملكة خطوة للخروج من هامش الثقافة في الوطن العربي إلى المتن.




إضغط هنا لقراءة المزيد...