شهد يوم الجمعة الماضي (2 ديسمبر 2016) حدثاً مشهوداً¡ شهد التسمية للمجموعة الثانية من عضوات مجلس الشورى¡ الدورة الثانية لدخول المرأة مجلس الشورى والمشاركة على المستوى السياسي الاستشاري الرسمي كسيدات دولة يشاركن في الشأن العام ويدلين بدلو خبرتهن لأربع سنوات قادمة (2016-2020).. مرت أربع سنوات على أول دورة وعلى ثلاثين سيدة أبلين بلاء حسناً بمرافعات ومداخلات وتوصيات عبرت خلالها الكثيرات عن كثير مما يأملنه النساء ويأمله الشعب. تعرف الشعب خلالها على كثير مما يجري في كواليس المجلس وكيف تُدار القضايا والعرائض والتوصيات¡ أضفى دخول النساء إلى المجلس اهتماماً شعبياً أكبر به وبتفاصيله¡ لاسيما وأنه أصبح يبث مباشرة على قناة الثقافية كل أسبوع¡ كما أصبح موقع المجلس يرفع هذه الجلسات في كثير من الأحيان¡ ما يشكل إضافة مهمة لتوثيق المرحلة سوف يعقبها ولا شك كثير من التحسين.
ولعل من أهم ما ينبغي أن تراجعه إدارة المجلس الإعلامية مسألة توثيق تلك المرحلة. ففي خلال زيارتي للمجلس الشهر الماضي كان جزءًا من المهمة الحصول على قائمة أو سجل بما قامت وقام به كل عضو من أعضاء مجلس الشورى من أعمال أو توصيات وأين وصلت كل توصية وما الذي نجح وما الذي سقط¡ فلم أجد هذه المعلومات متوفرة بهذا التقسيم.
الدورة السادسة لمجلس الشورى لن تتكرر وبها جزء من تاريخ نساء بلادنا وإنجازاتهن كمجموع وليس كأفراد¡ غائب كله من أي فيلم أو تقرير يوثق هذه الدورة التاريخية.. مرت أربع سنوات والزخم على الرغم من علوه في تلك الفترة لكن الناتج بكل صراعاته وتحدياته يفتقر لأن يوضع على الورق وعلى الشاشة في عمل توثيقي مرئي وصوتي يرصد التحولات التي شاركت فيها النساء وبمساندة كثير من أشقائهن الرجال.
سمعنا خلال تلك الزيارة عن استراتيجية إعلامية أجراها المجلس ودفع فيها مبالغ جيدة لوضع رؤية إعلامية تتناسب مع المرحلة التي نحن فيها¡ لكن إذا كنا وصلنا إلى يوم 30 نوفمبر 2016 وخرجت فيه النساء الثلاثين بكل هدوء وكأن شيئاً لم يكن¡ فلا شك أن هذه الاستراتيجية تعيش في عالم آخر يفوت عليها التقاط هذه اللحظة التاريخية ليرصدها ويدرسها ويوثقها ويلتقط أنفاسها.
وألف مبروك لنساء الشورى الدورة السابعة¡ ومبروك لمن جُدد لهن¡ والشكر لنساء شورى الدورة الأولى للمرأة¡ لكل ما بذلنه وتحملنه من تحديات التجربة الأولى وصعوبات تقبل المجتمع للظهور غير الاعتيادي للمرأة السعودية وتشكيكه في قدراتها وإمكان توليها منصبا على هذا المستوى العالي. شكراً لأنكن كنتن على قدر المسؤولية ورفعتن صوتنا عالياً وبكل صدق وشفافية¡ ونجحتن في إطلاق العديد من التوصيات لجعل حياتنا نساء ورجالا أكثر إنسانية ورفاهية. لا شك أن التحدي ما زال قائماً وتتصدى له اليوم نخبة أخرى من نسائنا اللاتي ندعو لهن بالتوفيق والسداد¡ ولي عودة..




إضغط هنا لقراءة المزيد...