وردني¡ ولا بد أنه ورد لغيري دعاية مصورة عن جهاز صغير قالوا عنه إنه يقوم بإعطاء درجة الكيميائيات في الخضار والفواكه¡ لتمكين المستهلك من معرفة عما إذا كان المنتج فيه من الكيميائيات ما يتجاوز الحد المسموح به دوليا.
والجهاز ظهر أخيرا بوسائط كثيرة ومواقع¡ ولا يزال المسوقون يرسلونه إلى كل من وقع بريده الإلكتروني بأيديهم. والجهاز بحجم الهاتف النقال¡ وفيه مستدق لإدخاله في الثمرة ثم إدخال نوع المنتج بموجب خيارات تظهر على شاشة الجهاز.
من حيث المبدأ الجهاز عملي¡ وإن لم أُجربه¡ لكن أظن أنه خُلق لدول تقل الثقة فيها بالمختبرات العامة ومسؤولي الزراعة والتفتيش. وأضيف أنه غالباً ما تحدث إساءة استخدام للمبيدات عندما لا يقوم المزارع باتباع الإرشادات واتخاذ الاحتياطات اللازمة واستعمال الطرق المناسبة للرش¡ وعدم التقيد بفترات التحريم المطلوبة لكل مبيد.
واقتنع الناس في مسألة شراء التمور في الموسم بسؤال: هو مرشوش¿ لأن الاستعمال الجائر للمبيدات والمخصبات يصعب إثباته¡ وإن اكتشف يصعب تحديد الجهة¡ ويصعب أيضا معرفة أين يتجه المستهلك بشكواه¡ لو ظهر عنده في الجهاز أن المادة فيها ما يتجاوز المسموح به من النترات (التعامل الكيميائي).
ومصنعو الجهاز لا بد أنهم لاحظوا قلقنا المستمر تصاعديا من وجود أغذية معروضة مُطعّمة بأكثر من المعتاد من الكيميائيات.
وفي زوايا من الأسواق المركزية في بلادنا تُوجد منتجات قيل عنها إنها "عضوية" ويزداد الآن تعلق المستهلك بتلك المنتجات¡ مع غلاء أسعارها. ولا أرى أن المرء سيصل به الخوف إلى حمل ذاك الجهاز كلما ذهب إلى السوق لشراء خضار أو فواكه. أم أن السيدات سيجعلنهُ يزاحم الجوال في حقيبة اليد¡ وإخراجه عند موقع الخضار والفواكه.
ولم أجد في كتالوج الجهاز ما يشير إلى إمكانية استعماله عند شراء الدواجن¡ لأنها أيضا مجال شكوى قديمة جدا من أنها تأكل هرمونات تسمين تجعلك "تشبع" من الدجاجة من كثرة اللحم (الهَبرْ).
شخصيا أحب السمك¡ لأنهم لا يستطيعون إعطاءه هرمونات تسمين!
أعود إلى القول إن ذكاء المصنعين جعلهم يعلمون أين يجب أن تُسوّق منتجاتهم. فالبلدان التي فيها احتراز ونباهة ورقابة لن يحتاج المستهلك فيها إلى جهاز كهذا.




إضغط هنا لقراءة المزيد...