جولة خادم الحرمين الشريفين في دول مجلس التعاون عكست مكانة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في وجدان أهل الخليج ومحبتهم له¡ حيث جاءت حفاوة الشارع الخليجي بكل عفوية¡ كما كشفت مكانة الرياض في وجدان شعوب المنطقة كما هي قوية ومتأصلة في قلوب حكامها.
بعيدا عن الاحتفالية والفرح¡ وهي انعكاسات لحب القائد وشعبه ووطنه¡ إلا أن الجولة تأتي في ظروف نوعية ومشهد مفصلي تسعى لتحقيق غير هدف¡ منها تعزيز العلاقات الخليجية الموجودة بعمق التاريخ لهذه الدول مع تنشيط الخامل منها وردم الفجوات بين موقف وآخر لتوحيد الرؤى تجاه كثير من القضايا خاصة مع وجود بعض الاختلافات بين بعض دول الخليج حيث تبقى الرياض الأخت الكبرى والقاسم المشترك المتفق عليه بين دول مجلس التعاون¡ أيضا¡ وهنا نقطة القوة¡ أن الزيارة تأتي في ظروف تمثل فيه دول الخليج اليوم عبر مجلس دون التعاون الخليجي ككتلة تعاون منطقة التوازن لمنطقة الشرق الأوسط خاصة مع ارتفاع وتيرة الاضطرابات وما نتج عما سمي جزافا الربيع العربي¡ مما ضاعف من مسؤولية قادة المنطقة في إبعاد المنطقة عن ذلك المنزلق من ناحية¡ وتعزيز قوته من ناحية أخرى¡ وقد نجح قادة المنطقة في تحقيق ذلك مما ساهم في استمرار المشروعات التنموية¡ بل تجاوزت دول المنطقة ذلك بثبات اقتصادي وسياسي وتحالفات عربية وإسلامية ودولية ساهمت في استمرار قوتها وبعدها عن المخاطر.
تأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في كلمته في مؤتمر القمة المنعقد في المنامة أن الإرهاب والطائفية في تحالفهما كانا السبب الدائم لسفك الدماء وفتح الباب على مصراعيه للتدخلات الخارجية التي باتت مخططاتها واضحة لزعزعة الكيانات الخليجية من خلال مواقع الصراع والاضطرابات المنتشرة للأسف في عالمنا العربي.
الملك سلمان وبحكمته وإدراكه للمتغيرات المحيطة بالمنطقة وبما عرف عنه من حزم وحسم فقد ارتكزت جولته على بناء وحدة خليجية لمواجهة التحديات المشتركة بين دول الخليج سواء الداخلي منها أو الخارجي¡ حيث يمثل انخفاض أسعار النفط أهمها مع ارتفاع نسبة الشباب في المكون السكاني والسعي لخفض البطالة بينهم مع العمل على تمكين المرأة وفتح مجالات المشاركة لها في كافة المجالات.
أما التحديات الخارجية فأبرزها اتساع مساحة الاضطرابات في الشرق الأوسط وتمدد الهلال الطائفي مع تزايد الإرهاب والطائفية كأبرز مكونين تسببا في سفك الدماء البريئة وفتح الأبواب للتدخلات الخارجية تحت عدة مظلات ولعدة أهداف وإن تقاطعت في بعضها مع بعض مصالحنا فإنها لا تتفق في مجملها مع مصالح دول مجلس التعاون¡ كل ذلك وغيره يحتم على دول مجلس التعاون العمل على بناء اتحاد خليجي يواجه التحديات بقوة سياسية واقتصادية وعسكرية¡ اتحاد ليس بالضرورة في كافة القطاعات بل يبتدئ بوحدة العملة ووحدة القوة العسكرية مع اتفاق في الرؤى السياسية الخارجية بشكل متدرج يخدم دول الخليج ويعزز من قوة منظمة المجلس التعاون الخليجي عالميا.




إضغط هنا لقراءة المزيد...