تقليب صفحات مدينة حلب التاريخية ليس نصرا على حاضرها الكارثي الذي تسببت به موسكو وطهران ونظام بشار¡ فذاكرة حلب تم إحراقها نهائيا ولم يبقَ منها سطر واحد يتحدث عن حضارتها وعراقتها¡ فالتدمير طال كل شيء له علاقة بالتاريخ والحاضرº وربما المستقبل¡ الباقي من حلب نصف إنسان يبحث عن نجدة تبقيه بنصف جسد إلى حين..
فيتو روسي وصيني مع طائفي فارسي جعل الإنسانية لا مكان لها في حلب¡ فالدمار تعدى حسابات المصالح والثارات الطائفية¡ ومصطلحات الحرب والتفاوض¡ فالحال دمار غير مسبوق في التاريخ¡ دمار يعيد رسم لوحة الخسائر من جديد¡ فلا خسارة الأرواح تصف الدمار¡ ولا هدم المباني¡ ولا تشريد الأطفال والنساء¡ كل هذا كان يحسب خسائر حرب في السابق¡ ولكن بعد كارثة حلب يجب إعادة النظر في حجم وشكل الخسائر..
المؤمنون يدعون الله انكسارا ورجاء لمساعدة أهل حلب¡ فالإيمان سلاح الضعيف والقوي¡ وحسن ظن بالله¡ فالخالق عليم وخبير ورحيم¡ ولكن الخلق ليسوا كذلك¡ فإن صدقوا مع ضمائرهم كشفوا عورات أفعالهم¡ وذلك شيء مطلوب في استجابة الدعاء الاعتراف بالذنب والإقلاع عنه¡ العالم كله شريك في الجريمة¡ فلم تبقَ يد ما اشتركت في إشعال النار في جسد الحلبيين¡ المساعدات مقطوعة¡ والمشافي تم نسفها بالكامل¡ وأهل حلب يحاولون إطفاء الحرائق بدمائهم..
المملكة رفعت طلبا للأمم المتحدة لعقد اجتماع طارئ لوقف الدمار في حلب ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته¡ وهذا الطلب الوحيد الذي يطالب بجدية لوقف آلة القتل في حلب¡ طلب غابت عنه المساندة العربية والإسلامية¡ وهذا موقف لا يمكن تفسيره في تناقض المصالح السياسية أو حسابات الحرب على الإرهاب¡ طلب جعل طهران تطلب الحوار مع المملكة لكي تقفز على استحقاقات هذا الطلب الإنساني الذي سوف يحرك لا محالة ضمير جزء مهم من العالم¡ فالمملكة تريد أن نشهد أهل الأرض جميعا على كارثة حلب¡ لكي يكون لها قرار حازم يجعل أزمة حلب عقدة ذنب تلاحق كل ضمير تسبب بها¡ السعوديون جمعوا الدعاء بالموقف¡ بعد أن تخلى الجميع عن الشعب السوري¡ فلعل هذا الموقف يحرك الشعوب العربية وترسل سهام دعائها في كل ميدان بالعواصم العربية¡ ليخرجوا إلى الشوارع والميادين ويقيموا الصلاة ويرفعوا الدعاء لحلب¡ أليس الدعاء على الظالم في العلن جزءا من المساعدة التي يحتاجها الشعب السوري¿ فإن قامت الشعوب العربية والإسلامية بالصلاة في الميادين لله من أجل نصرة حلب سوف يعرف العالم أن الدعاء مخ العبادة..




إضغط هنا لقراءة المزيد...