صارت التصريحات الاستفزازية بضاعة كل من فاته قطار الأضواء¡ أو أولئك الذين يهتدون لذات القطار لأول مرة¡ وهو منتشر في كل العالم¡ لكن لدينا فئة مختلفة تماما¡ ينتمي لها بعض رجال الأعمال¡ وآخرون بلا صفة¡ وغيرهم مهمشون.
تختار هذه الفئة - المذكورة أعلاه - منهجا صداميا¡ لا يتفق غالبا مع توجه الرأي العام¡ لاعتقادها أن ذلك يؤدي للفوز بالقرب من صانع القرار¡ عبر التزلف الممجوج الذي لا يعبر عن القناعات غالبا¡ وإنما عن عقلية تفكر بطريقة أنانية.
مهما كان الطرح صحيحا¡ لو افترضنا هذا¡ لا يمكن أن يقبل به عندما يطرح بطريقة غير صحيحة¡ تراعي التوقيت¡ والسياق السياسي والاجتماعي¡ وغير ذلك من العوامل المؤثرة¡ والأهم هو عدم اختيار المنصة الخارجية لمخاطبة الداخل¡ والنظر من علو¡ بطريقة متغطرسة تقريبا.
فرض الضرائب¡ على سبيل المثال¡ وهو الموضوع الأكثر تناولا وجدلا¡ كما أعتقد¡ والذي فصل الاقتصاديون آلية التعاطي ومنهجيتها¡ ومهما كان وجهة النظر¡ سواء قبل التنظيم أو بعده¡ فإن من الضروري أن نشير لعدم وجوب المزايدة على المواطنين¡ تحت أي إطار¡ أو التكسب باسم الوطن¡ ومحاولة إخراج الرؤى من أطرها الحقيقية¡ وتحميلها أكبر مما تحتمل.
امتدادا لكل هذا.. لدينا معضلة¡ وهي مستمرة في حضور كل القضايا¡ بلا استثناء¡ تتمثل بإلغاء الآخر وتخوينه¡ وتجريده من وطنيته أحيانا¡ وهو امتداد لأزمة الحوار¡ وعدم وجود منصات فعلية تستوعب كل الاختلافات¡ دون الاختزال بالرأي الأحادي¡ أو "الشللية"¡ وهذا الأمر في كل التخصصات¡ حتى تشرع قانونا¡ فيقبل به¡ ويصمت الذين خونوا¡ دون محاسبة!
على الجانب الموازي¡ الركود الاقتصادي¡ الذي تمر به البلاد¡ بدأ ولا يزال بالكشف عن كثير من الأقنعة¡ على كل المستويات¡ بدءا من ما يعرفون بالحلفاء السياسيين¡ مرورا بالصفقات الاقتصادية¡ وليس انتهاء ببعض المنتهزين داخليا¡ الذين لم يتأثروا فعليا¡ ولم تتأثر مصالحهم¡ ومع ذلك استغلوا ذلك في تمرير الآراء المشبوهة والمزعجة¡ وذات المصالح الضمنية.
من الضروري¡ أن نؤرشف (للتاريخ) أولا¡ ولنا كذلك¡ كل هذه النماذج ومواقفهم¡ ونكتب عن "وطنيتهم"¡ ونتذكر: كثيرون يتحدثون باسم الوطن.. قليلون يعملون من أجله! والسلام.




إضغط هنا لقراءة المزيد...