دائما وأبدا يظل الأمن والشعور بالأمن قمة اهتمامات الإنسان ومرتكز سعادته ونمائه....,لا أصعب من الشعور بعدم الأمان في وطنك, وقاسية هي الحياة حين يكون خوفك من جار أو ابن أو رجل في جيش وطنك, رجل مهمته حمايتك فبات هدفه إرهابك وقتلك وسفك دمك مع مجاميع منحرفة عقائديا وفكريا وأخلاقيا جاءت تارة تمثل حكومات وتارة مجموعات من العصابات, تختلف منطلقات هؤلاء وهؤلاء ويبقى الدم وسفكه القاسم المشترك.
حلب يتم نحرها وقصفها ممن عليهم حمايتها...., لست سنوات وسورية تعيش حربا بين رئيسها وجيشه وبين عصابات اختطفت ثورة السلم السورية.
روسيا وجدتها فرصة لاستعادة حضورها الدولي وإبراز قوتها في غياب القوى الدولية الأخرى, تناثرت العصابات المتوحشة شيعية وسنية في مفاصل المدن السورية, دعمتهم إيران بكل قوة وكان لعناصر عسكرها حضور فاعل في تدمير الشعب السوري..., لا أريد العودة لتاريخ هذا النظام المتأصل في الإجرام وسفك دماء شعبه ليحكم سيطرته على الحكم بتكميم الأفواه بحيث لا يكون للشعب السوري إلا غوار الطوشي يتغنى بالحرية لساعات طويلة على المسرح فيخرج المتفرج وقد خف كثير من احتقانه ليكتشف بعد مرور أيام أن ما كان متنفسا له فقط على المسرح أما الواقع المر لم يتغير ولن يتغير لأن النظام أساسا قائم على جماجم الأبرياء.
غابت منظمات حقوق الإنسان تلك المنظمات المسيسة, وبقي الإنسان السوري البسيط تحت رحمة من لا يرحم تحت مطرقة نظام لا يرحم ولا يتوقف عن قصفه صباح مساء..., ليؤكد لنا جميعا أن الضمير العالمي في سبات ونوم عميق وأن مناداته بحقوق هذا أو تلك لعبة سياسية تحكمها المصالح وتحركها سياسات لا علاقة لها بحقوق الإنسان, بل هي منظمات تحمل ملفاتها لخدمة المواقف السياسية لهذه الدولة أو تلك ...., حلب والإنسان فيها يموت بدون ثمن, بين قوات إيرانية تفوق في تعدادها الجيش السوري المقاتل في حلب وتتضامن مع عصابات شيعية وسنية قادمة من هنا وهناك ساهمت في تشريد الإنسان السوري من وطنه ليكون لاجئا في كافة بقاع العالم...¿
تشريد الملايين من أهل سورية فقط ليبقى بشار على رأس الحكم, معركة حلب جاءت لتؤكد للعالم أن القوة اليوم بلا عدالة, خرج الشارع العربي على استحياء لنصرة الشعب السوري مطالبا بإغلاق سفارة روسيا وايران ومناصرة الأبرياء في حلب ولكنه خروج يؤكد أن داخل الشارع العربي حالة وهن وضعف عزيمة بعد أن سقطت الكثير من أحلامه التي ضاعت بين انقلابات واضطرابات وإرهاب وفقر وجهل.
مشهد سورية وقبحه وخلوه من أبسط أبجديات الإنسانية جعل من مندوب إسرائيل محتل الجولان السورية يعلن تعاطفه مع أهل سورية, ويطلب من المجتمع الدولي التدخل لنصرتهم...¿¿
حلب أثارت شجن وألم الفنان في أميركا وأوروبا فكان حضور انجلينا جولي لدعم الإنسان السوري في غير مكان وغير ذلك من المثقفين والفنانين المسيحيين واليهود مناصرة للإنسان السوري الذي يباد ببراميل وقنابل ورصاص من كل اتجاه.. رسالة للفنان العربي حيث الغياب الإنساني أو الاكتفاء بتصريح بارد يكشف خواءه الفكري والإنساني ... أما بعضهم تمنينا أنه لم يتكلم.




إضغط هنا لقراءة المزيد...