تصادف البيعة الثانية¡ لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز¡ مرورنا بظروف متغيرة¡ ومعقدة جدا¡ سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي¡ أو حتى المحلي كذلك¡ سياسيا وعسكريا واقتصاديا ومجتمعيا وغيره¡ ما يوجب التعاطي معها بلغة خاصة¡ تستوعب المتطلبات¡ وتترجمها واقعا¡ وتتفهم الاحتياج والتقاطعات¡ والتحديات قبل كل شيء.
سياسياً¡ عندما وصل الملك لسدة الحكم¡ استطاع أن يعيد توجيه بوصلة الشرق الأوسط¡ وأن يعزز قوة نفوذ المملكة وتأثيرها¡ عبر الإسهام في إدارة العديد من الملفات الحساسة¡ وأخذ زمام الحلول¡ وإعادة ترتيب المشهد السياسي في المنطقة. كل هذا يأتي جنبا إلى جنب خلق تحالفات جديدة¡ وقيادتها¡ والمشاركة في بناء العلاقات بين كثير من الدول.
عسكرياً¡ ومنذ الأيام الأول¡ استجاب لطلب الحكومة الشرعية في اليمن¡ وقاد التحالف العربي عبر "عاصفة الحزم"¡ ثم ألحقها بعملية "إعادة الأمل"¡ وبغطاء دولي بقرار "الأمم المتحدة" 2216¡ وهب لنجدة المواطن اليمني¡ الذي يواجه أقسى أيامه بسبب إرهاب الحوثي والمخلوع صالح¡ بالإضافة للمشاركة في التحالفات الدولية لمواجهة الإرهاب.
اقتصادياً¡ في الخارج قبل الداخل¡ وصلت أخبار الرؤية الاقتصادية الحديثة للسعودية¡ بعدما أطلق الملك "الرؤية السعودية 2030"¡ بقيادة الأمير الشاب محمد بن سلمان¡ والتي تهدف بالدرجة الأولى لتنويع مصادر الدخل¡ وخلق موارد جديدة للبلاد¡ واستثمار القطاعات المعطلة¡ التي تنعكس على المواطن بشكل نهائي¡ حيث يمكنه قياس الأثر بعد سنوات.
كل ما سبق¡ من منجزات وعمل¡ تنحصر في الأصعدة الأهم عالمياً¡ والتي تشكل العلاقات مع الدول¡ وتوضح المنهجية العامة لأي دولة¡ ومدى أفق الحراك والتغير.. لكن¡ ماذا حدث داخلياً¿ أعتقد أن هناك الكثير من التحول¡ أستطيع تلخيصه بالآتي:
أولاً: الحد من البيروقراطية¡ وتحديداً بعد إنشاء مجلسي "الشؤون السياسية والأمنية" و"الشؤون الاقتصادية والتنمية"¡ والتي اختصرت الطريق على كثير من الإجراءات¡ وصارت القرارات أكثر سرعة ورشاقة¡ ووضوحاً ومحاسبة.. بالإضافة لإلغاء العديد من المجالس والهيئات واللجان غير الفعالة¡ ودمج بعض الوزارات وضم بعض القطاعات.
ثانياً: محاربة الفساد¡ لا يمكن -في أي بلد بالعالم- أن تجهز على الفساد بشكل نهائي¡ ولكن تستطيع الحد منه¡ عبر مضاعفة العمل الرقابي¡ بما لا يعرقل العمل التنموي¡ ويوقعك في شراك البيروقراطية¡ وقد تم بالفعل.
هذا ليس كل شيء¡ فالمنجز كبير¡ كبير جداً¡ والمستقبل أكثر إشراقاً.. كما نراه!.. والسلام..




إضغط هنا لقراءة المزيد...