إن التطور التي تشهده اليابان وكوريا وماليزيا والصين وغيرها كان نتيجة حتمية للتربية والتعليم هناك لأنه صمم لكي ينمي السلوك الحياتي المفيد ويبني الشخصية السوية القادرة على العطاء المتميز منذ المراحل المبكرة للتعليم..
التربية والتعليم أداة فعالة في مسيرة التنمية في الوطن فهي وسيلة التغلب على كل المصاعب التي نعاني منها والتي يأتي في مقدمتها شح المياه والتصحر وقسوة المناخ ومحدودية مصادر الدخل المتمثلة في الاعتماد على البترول ولا شك أن ذلك كان المحفز الرئيس لتبني التحول الوطني ورؤية 2030 التي سوف تأخذ على عاتقها العمل على تعدد مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على البترول كمصدر وحيد للدخل.
نعم التربية والتعليم ليست معنية بالتعليم فقط بل تهتم بصورة فعالة بإكساب المهارات وتعزيز القدرات ونشر الوعي والاهتمام بالتطوير النوعي ووضع التربية الحديثة في مقدمة اهتماماتها لبناء الإنسان الواعي المبدع المبتكر والملتزم بثقافة العمل والإنجاز والأخلاق الراقية للتعامل ناهيك عن تعميق ثقافة الولاء والانتماء للوطن.
نعم التربية والتعليم عملية تراكمية تبدأ من مرحلة الروضة وتهتم في تنمية المهارات اللغوية والذكائية والبدنية وقيم التكيف الاجتماعي نفسياً وسلوكياً وثقافياً ناهيك عن دغدغة ميول الطلاب من أجل تسهيل اختيارهم للتخصصات التي تخدم قطاع التنمية بمختلف تشعباتها وهذا يعني ان الطالب لا ينهي المرحلة الثانوية إلا وقد أصبح يدرك معنى وأهمية كل تخصص من التخصصات من الناحية الفنية والتقنية بما في ذلك المستقبل الوظيفي وهذا يعني إعداد الطالب للدراسة وللحياة في آن واحد وقد كان ذلك هو السبب الرئيس في أن أغلب خريجي الثانوية العامة في الدول المتقدمة يتجهون إلى التعليم الفني والمهني الذي يحظى (90%) من خريجيه بالحصول على فرصة عمل.
ولعل من نافلة القول في هذا الخصوص وجوب العمل على إقصاء ثقافة العيب اتجاه بعض المهن التي تدر دخلاً ممتازاً ويشغلها الوافدون بنسبة تصل إلى (90%).
إن التطور التي تشهده اليابان وكوريا وماليزيا والصين وغيرها كان نتيجة حتمية للتربية والتعليم هناك لأنه صمم لكي ينمي السلوك الحياتي المفيد ويبني الشخصية السوية القادرة على العطاء المتميز منذ المراحل المبكرة للتعليم.
ان التربية والتعليم الناجح يقوم عليها مدرسون ومديرون لديهم خبرة وكفاءة تؤهلهم لشغل تلك المواقع الحساسة ولا شك ان إنشاء معهد وطني للتطوير التربوي سوف يكون له دور فاعل في جعل عملية التربية والتعليم عملاً مستمراً وتحظى بالمكانة الاجتماعية. ودعم ذلك بالإرشاد الطلابي المتميز الذي يعتبر جزءاً مهماً في المنظومة التعليمية وجزءاً لا يتجزأ من برنامج تدريب المعلمين على رأس العمل على فهم سيكلوجية السلوك الإنساني وأسس التوجيه والإرشاد والصحة العقلية وعلم نفس النمو وأساليب الاختبارات والقياس والإرشاد المهني وغيرها مما يحتاجه المرشد من مهارات تساعده على تبليغ الرسالة التي يجب أن يكون من ضمنها رفع مكانة التعليم المهني وبيان أهميته من أجل استقطاب أكبر عدد من الطلاب للالتحاق بذلك النوع من التعليم وذلك لأن التعليم التقني والمهني من أهم عوامل التنمية المستدامة وتطور الأوطان في كل مكان. والله المستعان




إضغط هنا لقراءة المزيد...