في عصرنا الحالي أضحت الآلة الإعلامية من الضخامة لدرجة أصبح من الصعب التحكم فيها أو حتى متابعتها والإلمام بمحتواها والتأكد من صحة معلوماتها¡ فبعد ثورة الاتصالات التي حدثت أصبح كل الناس تقريباً يتابعون ويكتبون وينشرون ما شاؤوا وكيف شاؤوا ومتى شاؤوا دون أن يكون هناك تمحيص لما يرد من معلومات والتأكد من صحتها على أقل تقدير.
الأخبار والشائعات التي ترد في وسائل التواصل الاجتماعي معظمها لا ترد في مجالس خاصة أو من بنات أفكار كتابها¡ هي غالباً ما تكون موجهة وتقف وراءها أجهزة متخصصة من أجل بث نوع من المعلومات التي من الممكن أن تكون جدلية لإيجاد قلق وتوتر في مجتمع ما يستفيد منه مصدر الرسالة في تحقيق أهداف تخدم مصالحه دون مصالح المتلقين بالتأكيد.
وبالتأكيد نحن لسنا ضد استخدام وسائل الاتصال والاستفادة منها قدر المستطاع¡ ولكننا أيضا بالتأكيد ضد أن نسلّم بصدقية المعلومة دون التأكد من مصدرها الحقيقي وأن لا نأخذ الأمور على علاتها ونتبنى أفكار ضد مصالحنا وأهدافنا الوطنية من أجل فقط إثبات أننا مطلعون على آخر الأحداث ونتناقلها كأنها أمور مسلم بها وحقائق غير قابلة للنقاش وهنا نقع في المحظور الذي يغيّب عنا الفكر ويجعل منا وسائل للنقل الخاطئ لمعلومات قد تسيء لمنظومتنا الاجتماعية بقصد أو عن غير قصد.
هناك من يمارس الدعاية السوداء مستغلا الفضاءات الواسعة لانتشار المعلومة تحت اسماء مستعارة ليحقق أهدافاً قد تكون مشروعة له وليس لنا¡ وما يهمنا هو أمن وسلامة واستقرار مجتمعنا في المقام الأول¡ لذا وجب علينا أن نكون أكثر حصافة وإدراكاً لما يدور حولنا وما يحاك ضدنا في ظل ظروف استثنائية يعيشها العالم تستلزم منا الحذر واليقظة الكاملين.




إضغط هنا لقراءة المزيد...