كما نقول دائماً¡ أو كما يجب أن نردد¡ لا أحد يرفض النظام¡ ومن يفعل فمكانه الغاب¡ لأن القانون هو الفيصل والمنظم لعلاقات البشر¡ والأرضية الرئيسة التي تقوم عليها المجتمعات¡ وتزداد أهميته عند استجابته للمتغيرات¡ والتفاعل معها¡ وفهم التطور والتفاعل معه.
قبل أيام¡ قرأت خبراً مفاده منع المشاهير¡ مشاهير الشبكات الاجتماعية¡ من زيارة المجمعات التجارية¡ بقرار من قبل "وزارة التجارة".. علقت الأخيرة على الخبر بأنه تنظيم وليس منعاً¡ يهدف للنظام والترتيب¡ وكل شيء يبدو جميلاً.
وحتى تتضح الصورة¡ خاطبت "هيئة الأمر بالمعروف" أخيراً "شرطة الرياض"¡ عن وجود ما وصفته بالمحاذير الشرعية¡ المترتبة جراء حضور المشاهير¡ وبدورها "الشرطة" رفعت بذلك لـ"إمارة منطقة الرياض"¡ التي استعانت بـ"التجارة" لإصدار القرار¡ ومخاطبة المراكز والغرف التجارية¡ نظراً للمرجعية النظامية¡ وكل هذا مفهوم¡ ما يعني أن "الوزارة" دورها انتهى بعد هذا القرار¡ حيث أن التراخيص ستكون من قبل "الإمارة".
بعد أن اتضحت الصورة لي¡ أو أزعم هذا¡ لدي بعض النقاط التي أود الوقوف عندها:
أولاً: هل الدافع الرئيس لهذا التنظيم¡ أو مهما كان مسماه¡ دافعه أمني أم فكري¿ إذا كان أمنياً¡ فمرحباً. أما إذا كان فكرياً¡ فلا بد أن يمر بدوائر النقاش والمناقشة¡ كـ"مجلس الشورى" و"الحوار الوطني" وغيرها¡ لأنه لا يمكن أن نقر التنظيمات بناءً على الحالات الاستثنائية¡ التي لا ترتقي لأن تكون ظواهر.
ثانياً: هل سيلحق هذا التنظيم لائحةً أو نظاماً أو ما شابه¿ يوضح تفاصيل العمل¡ وتعريفات أصحاب العلاقة! فمثلاً¡ ما تعريف المشهور¿ وهل زياراتهم الشخصية تندرج تحت هذا¡ أو تكون التفافاً على النظام.. وغير هذا كثير.
ثالثاً: ما هو التشريع الرقابي المناسب¿ ومن الجهة المخولة بذلك¿ هل هي الوزارة أم الشرطة أم إدارة المجمع¡ أم لجنة تجمع كل هذا¿.. وما آليات المحاسبة¡ وجهات الاحتكام¿
رابعاً: هل يجب على إمارات بقية المناطق أن تعمل بهذا التنظيم¿ هل صار ملزماً بخطاب الوزارة¿ وهل هو مقرون بمدة زمنية¡ أو ظروف معينة¿!
خامساً: ما هي الإجراءات التي تم إلزام المجمعات بها لإدارة الحشود¿ يجب أن يكون العمل التنظيمي تكاملياً¡ يشمل جميع الأطراف.. وعلى المجمعات أن تلتزم بالمعايير العالمية في التعامل مع الحشود والزحمات.
أخيراً¡ وأنا أكرر ما بدأته في مقالتي¡ النظام أولاً.. لكن يجب أن نتذكر أنه لا يمكن التعاطي مع المتغيرات الحديثة بالأدوات التنظيمية القديمة.. والسلام..




إضغط هنا لقراءة المزيد...